وأمّا «الدال» فدليل على دوام ملكه وأنّه عزّ وجلّ دائم تعالى (١) عن الكون والزوال ؛ بل هو عزّ وجلّ مكوّن الكائنات ، الّذي كان بتكوينه كلّ كائن.
ثمّ قال عليه السلام : لو وجدت لعلمي الّذي آتاني الله عزّ وجلّ حملة لنشرت التوحيد والإسلام والإيمان والدين والشرائع من «الصمد» ، وكيف لي بذلك ولم يجد جدّي أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه حتّى كان يتنفّس الصعداء ويقول على المنبر «سلوني قبل أن تفقدوني» فإنّ بين الجوانح منّي علما جمّا ، هاه هاه ، ألا لا أجد من يحمله ، ألا وإنّي عليكم من الله الحجّة البالغة فلا تتولّوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفّار من أصحاب القبور.
ثمّ قال الباقر عليه السلام : الحمد لله الّذي منّ علينا ووفّقنا لعبادته ، الأحد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، وجنّبنا عبادة الأوثان حمدا سرمدا ، وشكرا واصبا ، وقوله عزّ وجلّ (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) يقول : (لَمْ يَلِدْ) عزّ وجلّ فيكون له ولد يرثه في ملكه ، و (لَمْ يُولَدْ) فيكون له والد يشركه في ربوبيّته وملكه و (لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) فيعازه في سلطانه (٢). انتهى.
وقد روى هذا الحديث الصدوق في التوحيد عن وهب بن وهب القرشيّ ، عن الصادق عليه السلام قال : [إلى آخر الرواية].
قوله عليه السلام «دليل على إنّيّته» ؛ أي إشارة إلى مقام حقيقته وأحديّته
__________________
(١) في بعض النسخ : متعال.
(٢) انظر : التوحيد : ٩٢ ـ ٩٣ ، بحار الأنوار ٣ : ٢٢٤.