كما وإن مشاهد محزنة مثل وفاة « عبد اللّه » و « آمنة » والدي رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في مطلع حياته الشريفة بتلك الكيفية المؤلمة.
ومشاهد عظيمة ومهيبة وحافلة بالاسرار مثل الايام الاولى من نزول الوحي ، وما جرى في جبل « حراء » وما تبعه من مواقف الاستقامة والمقاومة الّتي ابداها واتخذها رسول اللّه واصحابه المعدودون طيلة ثلاثة عشر عاماً ، في سبيل نشر الدين الاسلامي في مكة ، ومكافحة الوثنية والجاهلية.
وكذا مشاهد مثيرة وساخنة وحماسية مثل وقائع السنة الاُولى من الهجرة المباركة وما عقبتها من حوادث ومواقف.
* * *
ولقد الّفت حَول حياة رسول الإسلام أعظم قادة البشرية على الاطلاق كتبٌ ورسائلٌ ودراساتٌ كثيرة بحيث لواتيح لنا أن نجمعها في مكان واحد لشكلت مكتبة عظيمة وضخمة.
ويمكن القولُ ـ بشكل قاطع ـ بأنه ليس ثمة من عظيم استقطب اهتمام التاريخ والمؤرخين والمفكرين العالميين الكبار ، كما ليس ثمة شخصيّة من شخصيّات العالم كتب حولها المؤلفون والباحثون هذا القدر الهائل من المؤلفات والمصنفات ، والرسائل والكتب ، كما حصل لرسول الإسلام محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
إلاّ أن أكثر هذه الكتب والمؤلفات تعاني من أحد إشكالين : إما أن الكتاب جاء على نسق التسجيل المجرد للحوادث ، أو النصوص التاريخية ، من دون أن يتصدى فيه مؤلفه لتحليلها ، ودراسة خلفياتها ونتائجها ، وإصدار الحكم اللازم فيها ، بل إن البعض قد تجنب عن بيان علل الوقائع الإسلامية واسبابها ، وثمارها ومعطياتها كذلك.
أو أن المؤلّف ـ في بعضها الآخر ـ عمَد إلى طائفة من الآراء الحدسية ، والاجتهادات الباطلة ، العارية عن الدليل واثبتها في مؤلَّفه على أنها الحكم الحق ،