وهو أيضا ظاهر التذكرة والمحكي عن الهداية (١). انتهى.
أقول : دعوى انصراف ما يدلّ على كراهة استعمال بعض الأسئار عن الكثير والجاري غير بعيدة.
وممّا يدلّ على أنّ السؤر في الأخبار يطلق على الأعمّ من بقيّة الشراب : ما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام في سؤر الهرّة «أنّ الهرّ سبع ولا بأس بسؤره ، وإنّي لأستحي من ربّي أن أدع طعاما لأنّ الهر أكل منه» (٢).
وعن النبي صلىاللهعليهوآله في حديث المناهي أنّه صلىاللهعليهوآله نهى عن أكل سؤر الفأرة (٣).
والظاهر من بعض الأخبار : عدم اختصاصه بمباشرة الفم ، كموثّقة العيص عن الصادق عليهالسلام عن سؤر الحائض ، قال : «توضّأ منه وتوضّأ من سؤر الجنب إذا كانت مأمونة وتغتسل يديها قبل أن تدخلهما الإناء» (٤).
(وهي) أي : أسآر الحيوانات (كلّها طاهرة عدا سؤر) ما كان
__________________
(١) كتاب الطهارة : ٥٩ ـ ٦٠ ، وانظر : تذكرة الفقهاء ١ : ٣٩ ، المسألة ١١ ، والهداية (ضمن الجوامع الفقهية : ٤٨.)
(٢) الكافي ٣ : ٩ ـ ٤ ، التهذيب ١ : ٢٢٧ ـ ٦٥٥ ، الوسائل ، الباب ٢ من أبواب الأسئار ، الحديث ٢.
(٣) الفقيه ٤ : ٢ ـ ١ ، الوسائل ، الباب ٩ من أبواب الأسئار ، الحديث ٧.
(٤) التهذيب ١ : ٢٢٢ ـ ٦٣٣ ، الإستبصار ١ : ١٧ ـ ٣١ ، الوسائل ، الباب ٧ من أبواب الأسئار ، الحديث ١ ، وفيه كما في الكافي ٣ : ١٠ ـ ٢ : «لا توضّأ منه وتوضّأ من سؤر الجنب ..».