عرفه فإذا هو موسى ، فقال عمر : لو أنّ لامرئً وادياً أو واديين لابتغى إليهما ثالثاً. فقال ابن عبّاس : ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ثمّ يتوب الله على من تاب. فقال عمر لابن عبّاس : ممّن سمعت هذا؟ قال : من أُبيّ. قال : فإذا كان بالغداة فاغدُ عليّ. قال : فرجع إلى أُمّ الفضل فذكر ذلك لها ، فقالت : وما لك وللكلام عند عمر؟ وخشي ابن عبّاس أن يكون أُبيّ نسي ، فقالت أُمّه : إنّ أُبيّا عسى أن لا يكون نسي. فغدا إليَّ عمر ومعه الدرّة فانطلقنا إلى أُبيّ ، فخرج أُبيّ عليهما وقد توضّأ فقال : إنّه أصابني مذيّ فغسلت ذكري أو فرجي ـ مسعر شكّ ـ فقال عمر : أوَيُجزئ ذلك؟ قال : نعم. قال : سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ قال : نعم. قال : وسأله عمّا قال ابن عبّاس فصدّقه.
وفي المسند : عن ابن عبّاس قال : جاء رجل إلى عمر يسأله ، فجعل ينظر إلى رأسه مرّة وإلى رجليه أخرى هل يرى عليه من البؤس شيئاً ، ثمّ قال له عمر : كم مالك؟ قال : أربعون من الإبل. قال ابن عبّاس : فقلت : صدق الله ورسوله : «لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ويتوب الله على من تاب». فقال عمر : ما هذا؟ فقلت : هكذا أقرأنيها أُبيّ. قال : فمر بنا إليه. قال : فجاء إلى أُبيّ فقال : ما يقول هذا؟ قال أُبيّ : هكذا أقرأنيها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أفأثبتها؟ فأثبتها.
وفي المحكيّ عن أحمد ؛ قال عمر : إذاً أثبتها في المصحف؟ قال : نعم.
وأخرج ابن الضريس ، عن ابن عبّاس قال : قلت : يا أمير المؤمنين إنّ أُبيّا يزعم أنّك تركت من آيات الله آية لم تكتبها. قال : والله لأسألن أُبيّا فإن أنكر لتكذبنّ ، فلمّا صلّى صلاة الغداة غدا على أُبيّ ، فأذن له وطرح له وسادة وقال : يزعم هذا أنّك تزعم أنّي تركت آية من كتاب الله لم أكتبها. فقال : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «لو أنّ لابن آدم واديين من مال لابتغى إليهما وادياً ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب». فقال عمر : أفأكتبها؟ قال : لا أنهاك. فكأنّ أُبيّا