٤. انّه ولي العهد وهو ابن سبع سنين.
٥. انّ دعوتهم لم تزل قائمة بالمغرب منذ قام جدهم المهدي إلى أيام المعز ، ولمّا توجه المعز إلى مصر واستخلف بلكين بن زيري كانت الخطبة في تلك النواحي جارية على عادتها لهذا البيت إلى أن قطعها المعز بن باديس في أيام المستنصر ، وذلك في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
٦. أنّه حدث في أيّامه الغلاء العظيم الذي ما عهد مثله منذ زمان يوسف عليهالسلام حتى قيل انّه بيع رغيف واحد بخمسين ديناراً ، وكان المستنصر في هذه الشدة يركب وحده ، وكلّ من معه من الخواص مترجّلون ليس لهم دواب يركبونها ، وكانوا إذا مشوا تساقطوا في الطرقات من الجوع ، وكان المستنصر يستعير من ابن هبة صاحب ديوان الانشاء بغلته ليركبها صاحب مظلته ، وآخر الأمر توجهت أُم المستنصر وبناته إلى بغداد من فرط الجوع ، وتفرّق أهل مصر في البلاد وتشتتوا. (١)
وذكر الذهبي تفاصيل حياته بحسب السنين التي مرت عليه. (٢)
ولقي المستنصر شدائداً وأهوالاً ، وانفتقت عليه الفتوق بديار مصر أخرج فيها أمواله وذخائره إلى أن بقي لا يملك غير سجادته التي يجلس عليها ، وهو مع هذا صابر غير خاشع. (٣)
وقد توفي في الثامن عشر من ذي الحجة ، ودامت خلافته ستين سنة وأربعة أشهر.
إلى هنا تمت ترجمة الأئمّة الثلاثة عشر الذين اتّفقت كلمة الإسماعيلية علىٰ إمامتهم وخلافتهم ، ولم يشذ عنهم سوى الدروز الذين انشقوا عن الإسماعيلية في
______________________
١. ابن خلكان : وفيات الأعيان : ٥ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠ ، دار صادر.
٢. الذهبي : سير أعلام النبلاء : ١ / ١٨٦ ـ ١٩٦.
٣. الجزري : الكامل : ١٠ / ٢٣٧.