الحالة مستمرة إلى حين تأذن الحكمة الإلهية بتجديد شريعة ثانية ، وأمر يحتاج العالم إليه لحفظ نظامه ، ولمّا كانت هذه الشريعة ، أي شريعة محمد ، لا تنسخ ، ولا يفقد حكمها حتى قيام الساعة ، بقيت الإمامة فيها موجودة ، ومحفوظة إلى حين قيام الأشهاد ، ويوم التناد ، فلهذا استمرت الإمامة في العالم دون النبوة ، والوصاية. (١)
وعلى هذا فكلّ إمام غائب أو حاضر بعد الإمام الصادق يساوي في الفضل والعلم والكمال الإمام المنصوص في يوم الدار ويوم الغدير ، فالإمام الحاضر ، أعني به : كريم آغا خان ، تساوي كفته في معالي الأُمور كفّة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام فيقوم بنفس ما يقوم به الإمام.
يا تُرَى ما هذا الجور في القضاء والاعتساف في الحكم ، فكيف يكون الإمام المذكور إماماً عالماً محيطاً بالشريعة وواقفاً على أسرارها مع أنّه تلقى علومه الأوّلية في مدارس سويسرا فأتقن الانكليزية والفرنسية والإسبانية كما درس اللغة العربية وبعد أن أكمل تحصيله في سويسرا انتسب إلى جامعة هارفرد الأمريكية ؟!! (٢)
والإمام الذي يتلقّى العلوم الظاهرية في المدارس والجامعات كيف يكون واسطة في الفيض ، واقفاً على الأسرار ، وإماماً يعادل في التقى والعصمة والعلم والفضل الأئمّة المعصومين المنصوبين من قبل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟!
وكأنّي بابن المعرة يقول :
فيا موت زر إنّ الحياة ذميمة |
|
ويا جد جدي ان سعيك هازل |
______________________
١. تاج العقائد : ٦٩.
٢. راجع تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ٤٠٣.