وقيل أنّه من أصل عربي ، جاء جدُّه من الكوفة ، وقطن في سجستان.
نشأ السجستاني في مدارس الدعوة الإسماعيليّة في اليمن ، وأسهم مساهمة فعّالة في المناظرات العلميّة التي كانت تجري في ذلك العصر. (١)
يقول عنه الكاتب الإسماعيلي عارف تامر : يعتبر أبو يعقوب إسحاق السجستاني ( السجزي ) في طليعة العلماء الذين كرّسوا أنفسهم لوضع قواعد فلسفيّة كونيّة قائمة على دعائم فكريّة عقائديّة إسماعيليّة ، ونشرها وتعميمها في الأقطار الأُخرىٰ ، حتى اتّهم في أواخر حياته ، بالكفر والإلحاد ، من الجمهور ، ثمّ قتل أخيراً.
وقد لعب السجستاني دوراً هامّاً في مجال الفلسفة في القرن الثالث للهجرة ، وقد ظهر أثره الفكري في تلميذه حميد الدين الكرماني ( حجة العراقين ) الذي سار على منهاجه ، ودعا إلى تعاليمه.
عاصر الدعوة الإسماعيليّة الباطنيّة في عصر الظهور أي ابان ازدهار الدولة الفاطميّة وظهورها كدولة إسلاميّة ذات كيان حضاري ، وعلمي ، واجتماعي ، وسياسي. (٢)
كتب كتاب « النصرة » الذي عارض فيه كتاب « الإصلاح » الذي وضعه أبو حاتم الرازي في الرد على آراء النسفي التي وردت في كتابه « المحصول » وبذلك انتصر للنسفي على الرازي.
وقام الكرماني إلى تأليف كتابه « الرياض » بتقريب وجهات النظر بين الدعاة المتجادلين ( النسفي ، الرازي ، السجستاني ).
ترك السجستاني بعده مؤلفات علميّة فلسفيّة عددها ينوف على الثلاثين
______________________
١. مصطفى غالب : مقدمة الينابيع : ٤٦.
٢. عارف تامر : مقدمة كتاب الرياض : ١٠ ، نقل بتصرف.