غير أنّ الكاتب الإسماعيلي عارف تامر يذكر خلاف ذلك ويقول : يذهب « ماسينيون » و « و. ايفانوف » إلى القول أنّه مات سنة ٣٣١ هـ ، ولكنّي أخالفهما في ذلك فالمعروف عن السجستاني أنّه كان أُستاذاً للكرماني ، والكرماني ظل عائشاً حتى سنة ٤١١ هـ ، إذن متى أخذ الكرماني عنه علوم الدعوة ؟ وهناك نص صريح في كتاب « الافتخار » للسجستاني يذكر فيه أنّه وضعه سنة ٣٦٠ هـ ، وقد ورد ذكر كتاب « الافتخار » في كتاب « الرياض » للسجستاني نفسه ، أي أنّ السجستاني وضع كتاب « الرياض » بعد كتاب « الافتخار » أي سنة ٣٦٠ هـ.
وهذا يجعلنا نقول بل نؤكد : إنّ السجستاني كان داعياً في منطقة بخارى أيّام إمامة المعز لدين الله الفاطمي ، أي انّه كان معاصراً لجعفر بن منصور اليمني ، وللقاضي النعمان وغيرهما ، من كبار المؤلفين وعلماء الدعوة في ذلك العصر العلمي الزاهر. (١)
وقال البغدادي عند البحث عن الباطنيّة : وظهر بنيسابور داعية لهم يعرف بالشعراني ، وقتل بها في ولاية أبي بكر بن الحجاج عليها ، وكان الشعراني قد دعا الحسين بن علي المروزي ، وقام بدعوته بعده محمد بن أحمد النسفي داعية أهل ماوراء النهر ، وأبو يعقوب السجزي المعروف بـ « بندانه » وصنف النسفي لهم كتاب « المحصول » وصنف لهم أبو يعقوب كتاب « أساس الدعوة » وكتاب « تأويل الشرائع » و « كشف الأسرار » وقتل النسفي والمعروف بـ « بندانه » على ضلالتهما. (٢)
وقال خير الدين الزركلي : إسحاق بن أحمد السجزي أو السجستاني أبو يعقوب ، من علماء الإسماعيليّة ودعاتهم يماني ، اشتهر في سجستان ، وقتل في تركستان ، له تصانيف منها « الينابيع » قالوا : إنّه أهمُّ كتبهم. (٣)
______________________
١. عارف تامر : مقدمة خمس رسائل إسماعيلية : ١٥ ـ ١٦.
٢. البغدادي : الفرق بين الفرق : ٢٨٣.
٣. خير الدين الزركلي : الأعلام : ١ / ٢٩٣.