لقد ذكرنا في الفصل الثاني من هذا الكتاب أنّ الحركات الباطنيّة نشطت في أواسط القرن الثاني ، وكان زعيمها هو أبو الخطاب ، محمد بن مقلاص ، فلمّا قتل انتهى أمرهم ـ بعد فترة ـ إلى الاجتماع حول محمد بن إسماعيل ، ووجدوه مرتعاً خصباً لنشر أفكارهم. فارتكزت الدّعوة الإسماعيليّة علىٰ تلك الأفكار في بادئ الأمر. وكان من نتيجة ذلك التحرك أن :
١. اتخذ الأئمّة المستورون سوريا ، وأخصّ بالذكر « السلمية » وما حولَها مركزاً للدّعوة ، ومنها انتشرت إلى سائر الأمصار.
٢. انتشرت الدّعوة في اليمن بزعامة ابن حوشب « منصور اليمن ».
٣. أرسل ابن حوشب ، أبا عبد الله الشيعي إلىٰ إفريقية حيث آلت الأحداث بعدها إلىٰ تأسيس الخلافة الفاطميّة.
٤. ظهور حركة القرامطة ، وهذا ما سنبحثه في هذا الفصل.
إنّ من الإسماعيليّة فرقة باسم المباركيّة قالوا بإمامة محمد بن إسماعيل ، بدل إسماعيل ، وقد تشعبت منهم فرقة باسم القرامطة ، كان لهم دورٌ مهم على الساحة السياسية والعقائدية أيّام عبيد الله المهدي ، حسب ما يذكره التاريخ وما يزال الغموض يكتنف عقائدهم ، وتاريخهم والجرائم التي قاموا بها ، في أواخر القرن الثالث. ومن أجل تسليط الضوء على جانب من جوانب عقائدهم نستعرض ما ذكره أصحاب المقالات :
١.قال النوبختي : إنّما
سُمّيت بهذا لرئيس لهم من أهل السواد من أهل الأنباط كان يلقب « قرمطويه » وكانوا في الأصل علىٰ مقالة المباركيّة ، ثمّ
خالفوهم ،