القول بإمامته إلى القول بإمامة أبي الحسن موسى عليهالسلام ورجعوا إلى الخبر الذي روي : أنّ الإمامة لا تكون في الأخوين بعد الحسن والحسين عليهماالسلام وبقى شذّاذ منهم على القول بإمامته ، وبعد أن مات قال بإمامة أبي الحسن موسى عليهالسلام.
وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال لموسى : « يا بني انّ أخاك سيجلس مجلسي ، ويدّعي الإمامة بعدي ، فلا تنازعه بكلمة ، فإنّه أوّل أهلي لحوقاً بي ». (١)
٣. ونقل في ترجمة « هشام بن سالم الجواليقي » أنّه قال : كُنّا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليهالسلام أنا ومؤمن الطاق أبو جعفر ، والناس مجتمعون على أنّ عبد الله صاحب الأمر بعد أبيه ، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق ، والناس مجتمعون عند عبد الله وذلك أنّهم رووا عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّ الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة ، فدخلنا نسأله عمّا كنّا نسأل عنه أباه ، فسألناه عن الزكاة في كم تجب ؟ قال : في مائتين خمسة. قلنا : ففي مائة ؟ قال : درهمان ونصف درهم. قلنا له : والله ما تقول في المرجئة هذا ؟! ، فرفع يده إلى السماء فقال : لا والله ما أدري ما تقول المرجئة. قال : فخرجنا من عنده ضُلّالاً لا ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول ، فقعدنا في بعض أزقّة المدينة باكين حيارىٰ لا ندري إلى من نقصد ، وإلى من نتوجه ، نقول : إلى المرجئة ، إلى القدرية ، إلى الزيدية ، إلى المعتزلة ، إلى الخوارج.
قال : فنحن كذلك إذ رأيتُ رجلاً شيخاً لا أعرفه يُومي إليّ بيده ، فخفتُ أن يكون عيناً من عيون أبي جعفر (٢) ، وذلك أنّه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتّفق من شيعة جعفر فيضربون عنقه ، فخفتُ أن يكون منهم ، فقلت لأبي جعفر : تنحّ فإنّي خائف على نفسي وعليك ، وإنّما يريدني ليس يريدك ، فتنحَّ عني لا تُهْلَك وتُعين على نفسك. فتنحّى غير بعيد وتبعت الشيخ وذلك انّي ظننت أنّي
______________________
١. الكشي : الرجال : ٢١٩.
٢. المراد أبو جعفر المنصور العباسي.