ولم يأتمّوا بعده بإمام ولم يتجاوزوه إلى غيره.
وقد قال بعضهم ممّن ذكر أنّه حي : إنّ الرضا عليهالسلام ومن قام بعده ليسوا بأئمّة ، ولكنّهم خلفاؤه واحداً بعد واحد إلى أوان خروجه ، وإنّ على الناس القبول منهم والانتهاء إلى أمرهم.
وقد لقّب الواقفةَ بعضُ مخالفيها ممّن قال بإمامة علي بن موسى « الممطورة » وغلب عليها هذا الاسم وشاع لها ، وكان سبب ذلك انّ عليّ بن إسماعيل الميثمي ويونس بن عبد الرحمان ناظرا بعضهم ، فقال له علي بن إسماعيل وقد اشتد الكلام بينهم : ما أنتم إلّا كلاب ممطورة ، أراد أنّكم أنتن من جيف ، لأنّ الكلاب إذا أصابها المطر فهي أنتن من الجيف ، فلزمهم هذا اللقب فهم يُعرفون به اليوم ، لأنّه إذا قيل للرجل انّه ممطور فقد عرف أنّه من الواقفة على موسى بن جعفر خاصة ، لأنّ كل من مضى منهم فله واقفة قد وقفت عليه ، وهذا اللقب لأصحاب موسى. (١)
٢. وقال الشيخ الأشعري ملخصاً لما قاله النوبختي ما هذا نصه :
الصنف الثاني والعشرون من الرافضة يسوقون الإمامة حتى ينتهوا إلى جعفر بن محمد ويزعمون أنّ جعفر بن محمد نصّ على إمامة ابنه موسى بن جعفر ، وأنّ موسى بن جعفر حيّ لم يَمت ولا يموتُ حتى يملك شرقَ الأرض وغربها ، حتى يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، وهذا الصنف يُدْعون « الواقفة » لأنّهم وقفوا على « موسى بن جعفر » ولم يتجاوزوه إلى غيره ، وبعض مخالفي هذه الفرقة يدعوهم « الممطورة » وذلك أنّ رجلاً منهم ناظر « يونس بن عبد الرحمان » ويونس من القطعية الذين قطعوا على موت موسى بن جعفر ، فقال له يونس : أنتم أهون عليّ من الكلاب الممطورة ، فلزمهم هذا النبز. (٢)
______________________
١. النوبختي : فرق الشيعة : ٨٠ ـ ٨٢ ، وفي ذيل كلامه إشارة إلى القسمين من الوقف كما ذكرناه.
٢. الأشعري : مقالات الإسلاميين : ٢٨ ـ ٢٩.