عصمة الدين خاتون بنت معين الدين اتز زوجة السلطان صلاح الدين تزوجها سنة اثنتين وسبعين وكانت قبله [زوج نور الدين وهي] من أعف النساء واكرمهن واحزمهن ولها صدقات كثيرة وبر عظيم بنت بدمشق مدرسة لاصحاب ابي حنيفة في حجر الذهب وبنت للصوفية خانقاة خارج باب النصر على بانياس وبنت تربة بقاسيون على نهر يزيد مقابل تربة جركس (١) ووقفت على هذه الاماكن اوقافا كثيرة وكانت وفاتها في رجب كذا قال في المرآة.
وقال الذهبي توفيت في ذي القعدة ودفنت بتربتها وبلغ السلطان وفاتها وهو مريض بحران (٢) فتزايد مرضه وحزن عليها (٣) وتأسف وكان يصدر عن رأيها ومات بعدها أخوها سعد الدين مسعود في جمادى الآخرة من هذه السنة من جرح أصابه في حصار فارقين (٤) وكان من أكابر الامراء زوجه السلطان أخته ربيعة خاتون فلما توفي تزوجها مظفر الدين صاحب اربل وفي زماننا وسعت تربتها وعملت جامعا واقيمت فيه الجمعة وغيرها انتهى.
وقال الشيخ شهاب الدين ابو شامة في الروضتين في سنة احدى وثمانين وخمسمائة قال العماد في هذه السنة توفيت الخاتون العصمتية بدمشق في ذي القعدة وهي عصمة الدين بنة معين الدين اتز وكانت في عصمة الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي رحمهالله فلما توفي
__________________
(١) سيتكلم المؤلف عن تربة جركس ومدرسته.
(٢) مدينة عظيمة في الجزيرة الفراتية كانت عاصمة بلاد مضر وهي اليوم من بلاد الجمهورية التركية.
(٣) في الاصل عليه.
(٤) ويقال لها «ميافارقين» وهي مدينة بديار بكر من بلاد الجمهورية التركية.