الذي نفى الحافظ عبد الغني المقدسي الى مصر وبين يديه كان عقد المجلس ، وكان من جملة من قام عليه القاضي ابن الزكي والخطيب الدولعي ، وقد توفوا اربعتهم وغيرهم ممن قام عليه ، اجتمعوا عند ربهم الحكم العدل سبحانه انتهى.
* * *
[التربة العزية الحلبية]
ومنها التربة والمسجد الحلبيين بسفح قاسيون (١) ، قال الصلاح الصفدي : عبد العزيز بن منصور بن محمد بن محمد بن وداعة الصاحب عز الدين الحلبي ولي خطابة جبلة في اول امره ، وولي للملك الناصر شد الدواوين بدمشق ، وكان يعتمد عليه ، وكان يظهر النسك والدين ويقتصد في ملبسه واموره. فلما تسلطن الظاهر ولاه وزارة الشام ، ولما ولي النجيبي نيابة السلطنة حصل بينه وبين ابن وداعة وحشة لان النجيبي كان سنيا وكتب ابن وداعة الى السلطان يطلب منه مشدا تركيا فظن انه يكون لحكمه ويستريح (٢) من النجيبي فرتب السلطان الامير عز الدين كشتغدي الشقيري فوقع بينهما [وحشة] وكان يهينه ثم كاتب فيه في المرسوم (٣) بمصادرته فصودر واخذ خطه بجملة كثيرة وعصره
__________________
(١) مجهولة.
(٢) هنا آخر [ص ٩٩] وما بعدها مخروم من الاصل ، وقد تممنا ما نقص بعد ذلك من كتاب «تنبيه الطالب للنعيمي» النسخة المونيخية.
(٣) كذا في تنبيه الطالب المونيخية ، وفي شذرات الذهب (٥ / ٣٢٣) فحصل بينهما وحشة وكان النجيبي يكرهه لتشيعه ، وكان النجيبي مغاليا في السنة وعند عز الدين تشيع فكتب عز الدين الى الظاهر ان الاموال تنكسر وتحتاج الشام الى مشد تركي شديد المهابة تكون امور الولايات واموالها راجعة اليه لا يعارض. وقصد بذلك رفع يد النائب فجهز الظاهر علاء الدين كشتغدي الشقيري فلم يلبث ان وقع بينهما لان الشقيري كان يهينه غاية الهوان فاذا اشتكى الى النائب لا يشكيه ويقول :