أما ما نريد في مقالنا هذا فهو المنشآت والاماكن التي سبق وجودها وجود الصالحية ، وهي تعد بمجموعها مصايف ومتنزهات رغم أنها كانت مسكونة في جميع فصول السنة.
سفحا قاسيون :
لقاسيون سفحان يفصل بينهما نهر يزيد فما كان على ضفته الشمالية فهو السفح الاعلى وهو سفح كبير واسع خال من الماء لم يكن ينتفع فيه الا بزرع شيء من الحنطة والشعير المسقيين بماء السماء. ولم يكن فيه شيء من البناء الا محلة دير مران ، والا بعض دور قليلة متفرقة في انحائه وبعض بنايات مقدسة كالاديرة ومغارة الدم والجوع وكهف جبريل اما السفح الادنى فهو ما كان على ضفة يزيد الجنوبية ، وهو سفح مزدهر ناضر عملت يد الانسان فيه فنظمته ونسقته ، وغرست فيه انواع الاشجار المثمرة والنجوم والبقول والازهار والرياحين ، ويرجع الفضل في ازدهاره الى نهر يزيد الذي يستمد من مائه خيراته وبركاته ، وبالحقيقة فان سفح قاسيون هو خير بقعة زراعية في دمشق لطيب أرضه ووفرة مياهه ، وتسلط أشعة الشمس عليه من الجنوب والشرق والغرب ، يضاف الى ذلك نشاط زراعه الذين يخدمونه أكبر خدمة ويسمدون ارضه بقمامات دمشق ، وارض السفح لا تستريح من الزرع اكثر من اسبوع او اسبوعين فالزرع فيه دائم صيفا وشتاء وخريفا وربيعا ، واذا كانت الاراضي الخصبة تؤتي أكلها مرتين كل عام فسفح قاسيون يؤتي أكله بضع مرات في السنة وهو الذي يمون دمشق طول السنة بأنواع الخضروات والبقول التي تتركب منها السلطات كالسلق والبراصيا والكراث والسبانخ والكزبرة والبقدونس والخس الصيفي والشتوي والفجل