زمن القاضي ابن عياش بعلبك وغيرها ثم إنه عاد الى مذهبه واشتغل وفضل وأفتى ودرس واشغل ، وولي نيابة القاضي شمس الدين بن القبابي واختص به ، وحصل منه اذى للقاضي شهاب الدين بن العز ، فلما توفي ابن القبابي استمر الشر بينه وبين القاضي ابن العز ، واشتكى عليه الى المؤيد ثم انه اصلح بينهما ، واستنابه مدة يسيرة ، ثم وقعت له قضية فاغرى النائب جقمق به فضربه في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وبقي بعدها منجمعا ويجلس بالجامع للفتوى ، وكان يكتب على الفتوى جيدا ، وخطه جيد وكان بيده تدريس جامع القلعة ونظره ، وحصته من تدريس المعظمية والعزيزية بها ، وكان يقرأ البخاري قراءة حسنة ، ويقرأ في المحراب جيدا ، وبلغني أنه كان له تهجد في الليل ، ثم إنه توجه في آخر عمره الى مصر لبعض مآربه وسافر مع الحاجب برسباي فبعد ما وصل الى هناك طعن ومات شهيدا غريبا ، وكانت وفاته في نصف الشهر عن نحو ستين سنة ، واستقر ولده في غالب جهاته ، وقال لي ان جده سليمان الكردي كان يسكن عند باب المصلى ، ثم انتقل الى اذرعات وخدم عند الكاشف ، اظنه قال دوادار (١) واقام هناك وولد له (٢).
* * *
[المدرسة المرشدية]
ومنها المدرسة المرشدية على نهر يزيد ، جوار دار الحديث الاشرفية.
__________________
(١) في نسخة اخرى من التنبيه «داود».
(٢) آخر ما ورد عن المدرسة المعظمية في تنبيه الطالب. وقد خسرنا وصف ابن طولون لهيئة هذه المدرسة ، ولا وجود لهذه المدرسة الآن ولكن الاستاذ هرزفيلد أثبت رسميا لجبهتها الجميلة في مقالته عن العمارة الاسلامية زمن الايوبيين [مجلة آرس اسلاميكا الامريكية عام ١٩٤٧].