وكان دينا ورعا حسن النثر والنظم منشئا بليغا ولي الديوان بقوص ثم بالاسكندرية ثم بالقدس ، ثم ولي كتابة الانشاء للمعظم ، ويقال وزرله ، قال الضياء : كان يوصف بالمروءة والاحسان إلى الخلق ما قصده أحد في شفاعة فرده خائبا ، وكان يمشي بنفسه مع الناس في قضاء حوائجهم ، وكان كثير الصدقات واسع المعروف غزير الاحسان ، وكان القاضي الفاضل يحتاج اليه في علم الرسائل ، وكان اماما في فنون العلم توفي في المحرم ودفن بتربة له بقاسيون انتهى.
* * *
[التربة الحافظية]
ومنها التربة الحافظية (١) والمسجد بها قبلي جسر كحيل وشمالي التربة القيمرية بدرب الصالحية الشبلي كانت بستانا للنجيب ياقوت خادم [ص ٩٧] تاج الدين الكندي اشترته ارغون الحافظية.
قال الحافظ عماد الدين بن كثير في سنة ثمان واربعين وستمائة : وفيها كانت وفاة الخاتون ارغون الحافظية سميت بالحافظية لخدمتها وتربيتها للحافظ صاحب قلعة جعبر ، وكانت امرأة عاقلة مدبرة عمرت دهرا ، ولها أموال جزيلة عظيمة ، وهي التي كانت تصلح الاطعمة للمغيث عمر بن الصالح ايوب فصادرها الصالح اسماعيل واخذ منها اربعمائة صندوق من المال ، وقد وقفت دارها بدمشق على خدامها واشترت بستان النجيب ياقوت الذي كان خادم الشيخ تاج الدين الكندي وجعلت فيه تربة ومسجدا ووقفت عليهما اوقافا جيدة انتهى. ومنها بستان بصارو (٢).
__________________
(١) راجع موضعها في مخطط الصالحية.
(٢) راجع موضعه في مخطط الصالحية.