وقال الصفدي في حرف الحاء : الحسن بن علي بن محمد الامير عماد الدين بن النشابي والي دمشق تعلم الصياغة ، ثم خدم جنديا وتنقلت به الاحوال وولي ولايات بالبر ، ثم ولي دمشق مرة ، ثم ولي البر مرة ، ثم اعطي طلبخاناه ، وكان كافيا ناهضا له خبرة بالامر ، ومعرفة سياسة البلد ، وكان من ابناء الخمسين ، توفي بالبقاع سنة تسع وتسعين وستمائة وحمل الى دمشق ودفن بقاسيون في تربته انتهى.
* * *
[التربة الدخوارية]
ومنها التربة الدخوارية شرقي الركنية بالصالحية (١).
[مهذب الدين الدخوار]
قال الاسدي في سنة ثمان وعشرين وستمائة : مهذب الدين عبد الرحيم بن علي بن حامد الشيخ مهذب الدين الطبيب المعروف بالدخوار شيخ الاطباء ورئيسهم بدمشق ، مولده في سنة خمس وستين ، وأخذ العربية عن التاج الكندي ، وقرأ الطب على الرضي الرحبي ، ثم لازم الموفق بن المطران مدة حتى مهر ، ثم اخذ عن الفخر المارداني لما قدم دمشق في ايام صلاح الدين ، وتخرج به جماعة كثيرة من الاطباء ، وروى عنه الشهاب القوصي وغيره شعرا وصنف في الصناعة الطبية كتبا منها : كتاب الحسبة واختصار الحاوي لابن زكريا الرازي ، ومقالة في الاستفراغ ، واختصر الاغاني وغير ذلك ، ووقف داره بالصاغة العتيقة مدرسة للطب ، وقد اطنب ابن ابي اصيبعة في وصفه ، فقال : كان اوحد عصره وفريد دهره وعلامة زمانه واليه انتهت رياسة صناعة الطب على ما ينبغي واتعب نفسه في الاشتغال حتى فاق اهل زمانه ، وحظي عند الملوك ، ونال المال والجاه. وكان ابوه كحالا
__________________
(١) مجهولة.