مران لان العباسيين لما استولوا على دمشق هدموا جميع دور الامويين وما يتصل بهم من آثار ، ومن جملتها دار الخضراء التي كانت مسكن الخلفاء الامويين. وكان العباسيون لا يطمئنون الى السكنى داخل دمشق خوف الوثوب بهم والثورة عليهم وقد وثبوا على الامير سالم بن حامد امير دمشق من قبل المتوكل فقتلوه ومن قدروا عليه من اصحابه على باب الخضراء بدمشق. لذلك اختار العباسيون دير مران لحصانته وجمال موقعه وطيب هوائه فنزلوا في بعض القصور التي كانت فيه. يدل على ذلك أنا لا نجد في العصر العباسي ذكرا لدار الامارة داخل دمشق ولا لنزول الخلفاء العباسيين فيها. فهارون الرشيد لما زار دمشق نزل دير مران وكذلك المأمون الذي جعل مقره وعسكره فيها ، واجرى اليها قناة من نهر منين وعمر قبة في اعلى الجبل ، فاجراء قناة من نهر منين يدل على وجود الحاجة الدائمة الى الماء.
وفي عصر المأمون اقيم مرصد فلكي في جبل قاسيون بين سني ٢١٥ ، ٢١٨ ولما أرسل الواثق العباسي رجاء بن اشيم لتأديب العصاة من أهل الغوطة نزل أيضا دير مران عام (٢٢٧) وانزل عقوبته بالعصاة. وبنى أبو الجيش خمارويه بن احمد بن طولون قصرا في دير مران كان ينزل به وهذا صريح فيما ذهبنا اليه من ان دار الامارة هناك ، وفي هذا القصر اغتيل ابو الجيش المذكور سنة (٢٨٢).
ويوضح لنا البحتري في مدحه ابا الجيش خماروية قيمة محلة دير مران التي كانت فيها دار الامارة ومكانتها هي ومقرى التي كانت مدخلا ودهليزا لدير مران يمثل لنا ذلك في وصف المعركة التي كانت بينه وبين الامير محمد بن ابي الساج في ثنية العقاب حينما انهزم ابو