اليوم الذي ماتت فيه جدتي فاطمة بنت نعمة بنت اربع سنين قالت والدتي واقمنا بالمسجد الى جمادى الآخرة وصعدنا فيه الى الدير في السنة الرابعة.
[مخاصمة بني الحنبلي لبني قدامة]
وبه الى الحافظ ضياء الدين قال سمعت خالي الامام الرباني موفق الدين ابا محمد عبد الله بن احمد بن محمد بن قدامة بارك الله في عمره يقول لما جئنا الى مسجد ابي صالح واقمنا فيه وكان في يد بيت الحنبلي وكان والدي يؤم فيه الناس وكنا نقرأ فيه السبع وكان قد ترك يعني قراءة السبع وصار الناس يأتون الى والدي ويزورنه فخاف بنو الحنبلي منا ان نأخذ الوقف من ايديهم فجاؤوا الينا وقالوا ما نخليكم في المسجد حتى تكتبوا خطوطكم أنكم من تحت ايدينا وانكم نزلتم علينا ففعلنا وكان رجل يسمى بابي القاسم الصوري وكان يجيء الى عندنا ويصفنا للناس ويحصل لنا اشياء ، منها انا لما قدمنا ومعنا صغار واحتجنا الى كسوة الشتاء حصل لنا جبايا وثيابا قال فجاء بنو الحنبلي اليه وضربوه في المسجد وخاصموا الشيخ وسمعوه ما يكره ثم مضوا يستعدون الى السلطان علينا قال فاتفق ان السلطان كان في الميدان وكان معه الاعز وكان صديقنا وابن ابي عصرون يعني القاضي وكان في قلبه عليهم فلما استعدوا علينا قال له الاعز وابن ابي عصرون في حقنا : ان هؤلاء قد جاؤوا مهاجرين ووصفا الشيخ وهم يحفظون القرآن فقال نور الدين رحمهالله يعني محمود بن زنكي الشهيد نكتب لهؤلاء المهاجرين به كتابا ويسلم اليهم الوقف والمسجد فكتبوا كتابا وعلم عليه السلطان وجاء به القاضي ابن ابي عصرون والاعز الى عندنا الى المسجد فاخذنا الوقف والمسجد وجعلنا على الوقف محمد بن عمتي وكان اهل باب شرقي يخرجون الى ظاهر الباب ويشربون الخمر ونحن