وتداخلوا في الحكم والسياسة وسافروا الى مصر لمقابلة السلاطين وتولوا فيها اعظم الوظائف.
* * *
هذه نواح كلها عظيمة جديرة بالبحث والدراسة. ترجع في مجموعها الى تاريخنا وصميم حياتنا الاجتماعية ، خصوصا وان التاريخ يعيد نفسه بعد ان لجأ العدد الكثير من اهل فلسطين الى دمشق في عصرنا الحاضر.
وهذه هي النواحي التي يوحي اليها كتاب «القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية».
تاريخ الصالحية
قلنا ان هؤلاء المقدسيين اثروا اثرا كبيرا في حياة دمشق العلمية والاجتماعية ، لذلك كان من البديهي ان يؤرخوا لانفسهم ولبلدتهم الصالحية ، ومن اولى منهم بذلك؟
ضياء الدين المقدسي
من اشهر أولئك الرجال الضياء المقدسي. وهو محمد بن عبد الواحد المقدسي السعدي. ولد سنة (٥٦٧) بدير الحنابلة في صالحية دمشق وتوفي سنة (٦٤٣) واذا كان المقادسة ابتدأوا هجرتهم الى دمشق سنة (٥٥١) (١) واقاموا في دمشق ثلاث سنين وصعدوا الى الجبل في الرابعة (٢) بعد ان بنوا ديرهم فيه في سنتين (٣) فيكون انتقالهم الى
__________________
(١) راجع ص ٦٩.
(٢) راجع ص ٧٦ ـ ٧٧.
(٣) ص ٨٠ ـ ٨١.