وغير ذلك. وهذا السفح الادنى كان عامرا آهلا بالسكان لسهولة العيش فيه فالمياه جارية فيه من كل جهة والثمار والاشجار متوفرة محتاجة الى من يعمل فيها ويحرسها.
ولذلك كان من يريد سكنى هذا السفح مستأنسا مطمئنا لوجود الزراع وحراس البساتين فيه بخلاف السفح الاعلى الذي كان (في القرن الخامس ومنتصف القرن السادس) خاليا من الناس خاويا مهددا بلصوص وادي التيم الذين كانوا يقصدون هذا الجبل ليلا ويصطادون من تقع عليه أيديهم من الناس ثم يقودونهم صاغرين الى بلاد الصليبيين ، فيبيعونهم هناك رقيقا.
أما ما كان في قاسيون وسفوحه من المنشآت والمحلات الاهلة بالسكان التي سبق انشاؤها وجود الصالحية الحاضرة فهي سبع محلات : دير مران ، الربوة ، النيرب ، ارزة ، بيت ابيات ، مقرى ، الميطور. وهي ما سنتكلم عليها.
دير مران :
هي محلة كانت عامرة آهلة بالسكان ، ومحلها اليوم في السفح الواقع اسفل قبة سيّار واعلى بستان الدواسة ، يطل منها الانسان على الربوة وحدائقها ذات البهجة التي كان يزرع فيها قديما الزعفران ولا تزال تلك الجهة حتى اليوم تدعى بدير مران ، وعرفت تلك الجهة بهذا الاسم لوجود دير يدعى بدير مران ، ذكره أبو الفرج الاصبهاني في الاغاني وقال انه دير على تلعة مشرفة عالية تحتها مروج ومياه حسنة. ووصفه ابن فضل الله العمري في مسالك الامصار فقال : هو على تل في سفح قاسيون وبناؤه بالجص الابيض ، واكثر