ابن محمد رحمهالله قد سافر واشتغل بالعلم ورجع الى جماعيل وأقام بها وانتفع الناس به باقرائهم القرآن والعلم. وكان يخطب أيام الجمعات وتجتمع الناس اليه من القرايا ويقرأ لهم الاحاديث وكان مع ذلك لا يرضى بمقامه تحت أيدي الكفار كذا بلغني. وكان اخوته وأولاد عمه قد تعلموا منه ومن غيره.
[سبب هجرة بني قدامة]
وبه قال الحافظ ضياء الدين : وسمعت الشيخ الكبير أبا نجم سعد بن خليل بن حيدرة الحارثي بقرية دجانية قال كنت أعرف الشيخ أحمد من جماعيل وكنت أمضي الى عنده كثيرا وكان يخطب يوم الجمعة ويخرج اليه الناس من القرايا يحضرون الجمعة. قال فقيل لابن بارزان لعنه الله ان هذا الرجل الفقيه يشغل الفلاحين عن العمل ويجتمعون عنده. قال فتحدث في قتله. قال فأعلم الشيخ رجل من عماله يقال له ابن تسير. قال فعزم الشيخ على المضي الى دمشق فراح اليها. وكان ابن تسير كاتب بادوين ووزيره وكان يعتقد في مشايخ المسلمين ويحسن اليهم حدثني بذلك محمد بن أبي عطاف. وقال غيره وكان الشيخ أحمد أول من هاجر من تحت أيدي الفرنج لخوفه على نفسه وعجزه عن اظهار دينه.
[هجرة احمد بن قدامة]
وبه قال الحافظ ضياء الدين قال : ثم ان الشيخ أحمد عزم على الخروج الى دمشق فسافر اليها وصحبه الفقيه محمد بن ابي بكر ابن اخيه وعبد الواحد بن علي بن سرور وكان قد تزوج أخته. ووالدي عبد الواحد بن أحمد ابن اخته. فلما وصلوا الى دمشق كتب معهم كتابا الى ولده ابي عمر محمد وكتب فيه يأمرهم بالسفر الى دمشق وانه ما بقي يرجع الى تحت أيدي الكفار أبدا ويقول فيه : ما أقول الا كما قال ابراهيم عليهالسلام (فمن تبعني فانه مني ومن عصاني