[السخاوية]
ومنها التربة السخاوية (١) تربة علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الواحد بن عبد الغالب الشيخ الامام علم الدين ابو الحسن الهمذاني السخاوي المصري شيخ النحاة والقراء والفقهاء في زمانه بدمشق ولد سنة ثمان او تسع وخمسين وخمسمائة ، سمع من جماعة ، واخذ اللغة عن ابي اليمن الكندي ، واكثر عن الامام ابي القاسم الشاطبي ، وقرأ عليه وانتفع به حتى فاق اهل زمانه في القراءات والعربية والتفسير وكان له حلقة بجامع دمشق ، وولي مشيخة الاقراء بام الصالح ، وبها كان سكنه ، وبها توفي ، وانتفع به جماعة كثيرون ، واثنى عليه أئمة.
قال الذهبي وكان علامة مقرئا محققا مجودا بصيرا بالقراءات وعللها ماهرا فيها اماما في النحو واللغة والتجويد والتفسير ، وله معرفة تامة بالفقه والاصول ، وكان يفتي على مذهب الشافعي ، وله شعر رائق ، ومصنفات في القراءات والتجويد والتفسير منها : التفسير الى الكهف في اربع مجلدات ، وشرح الشاطبية في مجلدين ، وشرح الرائية في مجلد ، وكتاب جمال القراء وتاج الاقراء ، وشرح المفصل ، ازدحم عليه الطلبة وقصدوه من البلاد وتنافسوا في الاخذ عنه ، وكان دينا خيرا متواضعا مطرحا للتكلف حلو المحاضرة مطبوع النادرة حاد القريحة ، من أذكياء بني آدم ، وكان وافر الحرمة كبير القدر محببا الى الناس ، وكان ليس له شغل الا العلم والافادة ، قرأ عليه خلق كثير الى الغاية.
قال الاسدي : ولا اعلم احدا من القراء في الدنيا اكثر اصحابا منه ، توفي في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث واربعين وستمائة ، قال الذهبي في العبر ودفن بتربته بجبل قاسيون.
* * *
__________________
(١) مجولة.