الباب الخامس والثلاثون
فيمن كان من اهل الصالحية من المحدثين والحفاظ
ومن ورد منهم اليها
اما المحدثون منها فلا يحصون كثرة فإنها لم تزل منذ عمرت معدن الحديث وإليها ينسب المحدثون وخصوصا المسندون منهم.
[المحدثون]
ولنذكر طرفا منهم. فمن ذلك :
علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور الأنصاري السعدي المقدسي الصالحي الشهير بابن البخاري ، الامام المحدث مسند الدنيا فخر الدين أبو الحسن ابن الفقيه القاضي المحدث الإمام شمس الدين أبي العباس البخاري ، عرف بذلك لتفقهه ببخارى وتحصيله بها من العلوم ما أظهره بالشام.
ولد في آخر سنة خمس وتسعين ، أو أول سنة ست وتسعين وخمسمائة ، وسمع من حنبل وابن طبرزد والكندي وابن ملاعب والحرستاني ومحمد بن كامل وهبة الله بن طاووس وجمع ، وأجاز له الخشوعي وابن الجوزي واللبان والكراني وأبو جعفر الصيدلاني وعفيفة الفارقانية وخلائق ، وكان عالما جيد الاصغاء لما يقرأ عليه ، وكان اذا تخوف النوم قام قائما على متاخته والقارىء يقرأ فلا يزال كذلك حتى يذهب عنه النوم.
وطال عمره حتى كان يدعى رحلة الشام كما كان العز الحراني