يدعى رحلة مصر ، وانجفل الناس اليه من الأقطار طلبا لعلو الاسناد ، وخرّج له الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي بن بلبان المقدسي مشيخة وسماها ب (أسنى [ص ١١٧] المقاصد واعذب الموارد) وخرج له مشيخة أخرى الحافظ جمال الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله الظاهري الحنفي ، وذيل عليها الحافظ جمال الدين ابو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي ، وافرد له شيخنا المحدث جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن عبد الهادي ترجمة في مؤلف لخصتها في أوائل مشيخته الظاهرية وأكثر فيها من نظمه. ومات في ثاني ربيع الآخر سنة تسعين وستمائة ودفن بسفح قاسيون.
* * *
ومنهم ـ أحمد بن عبد الدائم بن نعمة بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن بكير المقدسي النابلسي ثم الدمشقي الحنبلي الفقيه المحدث مسند الدنيا شهاب الدين أبو العباس. ولد في سنة خمس وسبعين وخمسمائة بجبل نابلس ، وتفقه على الشيخ موفق الدين واعتنى بالحديث فرحل فيه فسمع وقرأ وكتب الكثير وجمع وحصل ، فسمع بدمشق من يحيى بن محمود الثقفي وأحمد بن الموازيني وعبد الرحمن بن علي الخرقي وابن صدقة والخشوعي والجنزوي وغيرهم ، وبحلب من الافتخار الهاشمي ، وبحران من ابي الثناء الحراني ، وبالموصل من أبي الحسن علي بن هبل وإبراهيم بن المظفر البرتي ، وببغداد من ابن كليب وابن المعطوش (١) وابن الجوزي وجماعة ، وأجاز له خطيب الموصل وابن شاتيل وعبد المنعم الفراوي وابو السعادات القزاز ، وجمع منهم لنفسه مشيخة لطيفة ، وخرج له ابن
__________________
(١) كذا في الاصل وفي ذيل طبقات الحنابلة مخطوطة الظاهرية ، تاريخ ، رقم ٦١ بالسين المهملة وفي رقم ٦٠ حكت النقط من فوق السين.