نسخة المؤلف التي كانت في عصره. ولقد مثلتها اكبر تمثيل فقد وقع النعيمي في كثير من الاوهام تابعه عليها ابن طولون ، كما ان في نسخة النعيمي الفاظا مبهمة صورها ابن طولون تصويرا كما رآها في النسخة التي ينقل عنها ، وسنبين هذه الاشياء في الملاحق التي سنتبعها في آخر الكتاب.
(٦) وآخر هذه المصادر هي استقراءات المؤلف. فقد وضع في آخر كل مدرسة ومعهد وصفا جميلا له يبين لنا هيأته الاصلية في عهد المؤلف. وهذه ناحية لا نستطيع اغفال التنويه بها وبفضلها. كما انه في الزوايا والترب استقرأ بنفسه بعض ما أهمله النعيمي فزاده.
واما نصوص ابن كثير والذهبي والحسيني وغيرهم فهي بواسطة تنبيه الطالب للنعيمي وليس للمؤلف دخل فيها. ولا يسعنا الا الترحم على المؤلف : محمد بن طولون ، وشيخه يوسف بن عبد الهادي ، وعبد القادر النعيمي ، فلولاهم لضاع تاريخ دمشق في القرن التاسع والعاشر ، فقد اثبتوا لنا في كتبهم ومؤلفاتهم ما كان موضع تقدير العلماء وتمجيدهم.
تصحيحنا لهذا الكتاب
كانت مهمتنا في تحقيق هذا الكتاب شاقة جدا. فلم يكن لدينا الا نسخة واحدة منه ، وهي نسخة كافية وجديرة بأن يعتمد عليها لانها بخط المؤلف. غير اننا اثناء التصحيح اصطدمنا بعقبات عدة ، فبعض الكلمات ترك المؤلف محلها فارغا ، وما كان من الكلمات في طرف الصفحة اليمنى لم يظهر في التصوير من الجهة اليسرى منها ، وهناك كلمات كنا نشتبه بها تحتمل قراءتها وجهين ، وكان لزاما علينا ان نرجع