والجوامع والخوانق والزوايا والترب وما الى ذلك. وزاد عليها من عنده وصف هذه الاماكن واسماء المدرسين والشيوخ الذين بعد النعيمي. وقد ردد ذكر النعيمي ثلاث مرات في القلائد ولقبه «بشيخنا المحيوي النعيمي» ص (١٣٦ : ٧ ، ٢٤٧ : ٨ ، ٢٥٦ : ٢). على ان تلقيبه للنعيمي بشيخنا يرجح انه تلقيب احترام لا تلقيب تلمذة ، فقد جاء ايضا في أول كتاب «الفلك المشحون» لابن طولون ما يلي : سألني في جمعه المحدث الكبير والمؤرخ الذي ليس له في عصره نظير ، شيخي المحيوي ابو المفاخر فلان ، ولم يذكر اسمه ولكن بلا شك هو النعيمي وتلقيبه بفلان يدل على ان ابن طولون يجهل اسمه فوضع مكان اسمه لفظ «فلان».
وحينما يذكر ابن طولون في كتابه «الفلك المشحون» اسماء شيوخه والكتب التي قرأها عليهم والاجازات التي اجازوه بها فاننا لا نرى للنعيمي ذكرا فيمن قرأ عليهم ولا فيمن اجازوه. كما اننا نلاحظ ان النعيمي كان محل سكنه عند جامع منجك بالميدان ، وان سكن ابن طولون كان في الصالحية وبينهما مسافة كبيرة يصعب على كل منهما المشي الى الآخر للقراءة ولكن لا شك بان بعض المجالس كانت تجمع بينهما وان النعيمي اعجب بابن طولون وبكثرة مؤلفاته وانتاجه فطلب منه ان يترجم نفسه ويذكر اسماء مؤلفاته وشيوخه فامتثل ابن طولون لذلك. ولهذا لا نرى للنعيمي ذكرا في هذا الكتاب «الفلك المشحون» رغم انه يلقبه بشيخنا.
ونصوص ابن طولون التي نقلها عن النعيمي لها قيمة كبيرة لان النسخ الموجودة في دمشق من «تنبيه الطالب» مغلوطة مصحفة ، ولذلك فان نصوص ابن طولون لها قيمتها من جهة الصحة لانها تمثل