عشرة وسبعمائة ودفن بها كما هو مكتوب على بابها ومنها (١)
[ص ١١١]
الباب الثاني والعشرون
في الانهار والابار المشهورة بالصالحية
اما الانهار ـ فبها نهر يزيد في اعلاها ، ونهر ثورى في اسفلها.
اما نهر يزيد فنسبة الى يزيد بن معاوية وليس هو اول من حفره.
اخرج الحافظ ضياء الدين المقدسي من طريق ابي عبد الله احمد بن عبيد الله بن يزيد. حدثني ابي عبيد الله بن يزيد حدثني أبي يزيد بن زفر عن ابيه زفر قال سألت مكحولا عن نهر يزيد كيف قصته ، قال سألت مني خبيرا اخبرني الثقة انه كان نهرا صغيرا نباطي [ا] يجري بشيء يسير يسقي ضيعتين في الغوطة لقوم يقال لهم بنو قوفا ولم يكن لاحد فيه شيء غيرهم ، فماتوا في خلافة معاوية بن ابي سفيان رضياللهعنه ولم يبق لهم وارث فأخذ معاوية ضياعهم واموالهم ، فلم يزل كذلك حتى مات معاوية في رجب سنة ستين ، وولي ابنه يزيد فنظر الى الارض واسعة ليس لها ماء ، وكان مهندسا فنظر الى النهر فاذا هو صغير فأمر بحفره فمنعه من ذلك اهل الغوطة ودافعوه فلطف بهم على أن ضمن لهم خراج سنتهم من ماله ، فأجابوه الى ذلك فاحتفر نهرا سعته ستة أشبار في عمق ستة اشبار على ان له ملء جنبتيه وكان كما شرطه لهم فهذه قصة نهر يزيد. ومات يزيد في رجب سنة اربع وستين.
فلم يزل كذلك حتى ولي هشام بن عبد الملك ، فسأله أهل حرستا شرب سقائهم وماء لمسجدهم ، فكلم فاطمة بنت يزيد في ذلك فأجابته على
__________________
(١) هنا فراغ مقدار ستة اسطر من الاصل.