[التربة التكريتية]
ومنها التربة التكريتية بسوق الصالحية بسفح قاسيون ، قال الذهبي في العبر في سنة ثمان وتسعين وستمائة : والتقى الصاحب الكبير ابو البقاء توبة بن علي بن مهاجر التكريتي في جمادي الآخرة ودفن بتربته (١) بسفح جبل قاسيون ، وكان ناهضا كاتبا في فنه وافر الحشمة والغلمان ، عاش ثمانيا وسبعين سنة ، وكان مولده بعرفة انتهى.
وقال الصفدي في كتابه الوافي في المحمدين : محمد بن علي بن
__________________
(١) قال ابن شاكر الكتبي : وعمر لنفسه تربة حسنة تصلح للملك (فوات الوفيات ١ / ٦٦) وهذه التربة لا تزال موجودة تحتفظ بتخطيطها وبعض رونقها القديم وهي من اجمل الابتية في دمشق وفي داخلها حجرة مزخرفة بالجص على طراز الفن الاندلسي آية في الابداع. وقد اهملتها مديرية اوقاف دمشق اهمالا شاننا حتى سرق بعض قطع من هذه الزخارف ثم رممتها مصلحة الاثار عدة مرات انظر موضعها في مخطط الصالحية.
وقد ذكر ابن شاكر الكتبي في ترجمة تقي الدين التكريتي قصة لطيفة قال : اتى اليه رجل من بادية تكريت وقال له يا مولانا الصاحب اشتهي منك شفاعة الى شيخ الخانقاه السميساطية حتى ينزلني فيها. فدعا بنقيبه وقال له رح مع هذا الى شيخ الخانقاه وسلم عليه من جهتي ، وقل له تقبل شفاعتي في هذا وتنزله في الخانقاه. فلما جاء شيخ الشيوخ وادى الرسالة قال له : قل للصاحب هذا ما هو صوفي ولا ينزل عمره في خانقاه ، وهذه الخانقاه شرطها انه لا ينزل فيها الا صوفي مؤدب يعرف آداب القوم. فجاء اليه الرجل باكيا وقال له : يا سيدي لم يسمع مني رسالتك فغضب وارسل خلف الشيخ وقال : يا مولانا لاي معنى لا تنزل هذا؟ قال يا مولاي ما هذا صوفي ، فقال الصاحب للرجل : ما تعرف تأكل رز مفلفل ، قال بلى والله قال ما تعرف ترقص في السماع؟ قال بلى. فقال الصاحب : ما تعرف تلوط بالمليح؟ قال بلى والله. فقال الصاحب صوفي انت طول عمرك ١ ه.