السهل الفسيح أمامه ويسيل منبسطا على الارض فيشكل البطائح والجزر من الرمل والحصى التي تجرفها السيول كل عام أيام الشتاء.
في شمال الواحة الخصبة التي عرفت بعد ذلك بالغوطة تجمع قسم من الانسان القديم حول هذه المياه يزرعون ما تسمح لهم معلوماتهم ونجاربهم أن يزرعوا مبتعدين قليلا عن مضيق الوادي ليأمنوا على انفسهم ومزروعاتهم تيارات السيول.
وكان هذا القسم من الانسان محتاجا الى ان يحمي نفسه وماشيته ، ومحتاجا الى بيت يأوي اليه ويعتصم فيه ، فكان اقرب موضع يصلح لذلك هو جبل قاسيون حيث تسيل المياه تحت أقدامه ، ويبدو سفحه قليل الانحدار فيسهل تسلقه والاعتصام به ، ويراقب المعتصم به كل واردة وشاردة في السهل المنبسط أمامه شرقا وغربا وجنوبا فسكن هذا الجبل والتجأ الى ما فيه من كهوف ومغاور. وما اسطورة مغارة الدم في هذا الجبل الا حلقة من سلسلة تاريخه القديم.
سكن أهل المدينة دمشق هذا الجبل قبل ان يسكنوا دمشق ، وعاشوا فيه اجيالا طويلة من الزمن حتى اذا كثروا وتناسلوا وارتقت معارفهم وتجاربهم هبطوا الى السهل المنبسط اسفله فبنوا مدينتهم دمشق ولكن مدينتهم الاولى هي قاسيون ففيه نشؤوا أولا ، واليه رجعوا اليوم.
الجبال في التاريخ الديني
للجبال أثر كبير في التاريخ الديني ، فجبل سرنديب هبط عليه آدم أبو البشر ، وسفينة نوح استوت على جبل الجودي. والفتية