الذين آمنو بربهم أووا الى الكهف في جبل الرقيم ، وموسى بن عمران كلمه الله على جبل الطور ، وعيسى وامه مريم أويا الى ربوة ذات قرار ومعين ، وجبريل الملك جاء بالرسالة الى سيدنا محمد صلىاللهعليهوسلم في جبل حراء ، واختبأ الرسول مع أبي بكر في جبل ثور حين لحقته كفار قريش ، وأحد قال عنه النبي صلىاللهعليهوسلم «أحد جبل يحبنا ونحبه».
فليس من الغريب بعد ذلك ان تتأثر بقية الجبال بهذه الحوادث فتوضع لها الاحاديث والاساطير والقصص ، وتصبغ بالصبغ القدسية والدينية.
قاسيون والاساطير
لقاسيون شكل مقدس عند أهل دمشق ، وهذا يرجع الى تقاليد قديمة وعنعنات متطاولة في القدم باعتباره المسكن الاول لاهل دمشق. وقد أخذ العرب أساطير كثيرة من سكان دمشق القدماء فصبغوها بالصبغة الدينية ثم رووها في كتبهم فاصبحت جزءا منها.
أحاطوا جبل قاسيون بالاساطير الغريبة التي لا تتفق مع التاريخ ، وأحاطوه بالاماكن المقدسة المنسوبة الى الانبياء العظام وجعلوا له روحا دينية ، وهم لا يقصدون من ذلك الابيان حبهم وتعلقهم بوطنهم والدعاية له.
ذهبت من دمشق أبهة الملك ، وعظمة السلطنة ، وهلهلة العاصمة ، فأي شيء بقي فيها وأي شيء يفضلها على غيرها وماذا يحفظها من التراجع والتقهقر أمام غيرها من البلدان الكبيرة والعواصم العظيمة.