عنده ، فبنى الحاجب الكبير طقتمش اصطبلا كبيرا بسبب ما كان يأتي معهم من الخيول وحفر بيرا وجعل له مصنعا وبركة كبيرة للماء ، وغرس عندها حاكورة و [انشئت] دور ، ثم جاء نائب الشام قجماس باني القجماسية داخل دار السعادة فوسع رواقها فبقي مكانا جيدا وانفتحت اعين الناس اليه فقصد وجعل له ليلة الجمعة لاقامة الذكر ووقف عليه ورتب له بداريا قمحا ، ثم مات هذا الرجل ودفن اعلاها ، فوليه اخونا الشيخ عبد الرحمن الذهبي ، وهو رجل جيد لا بأس به وصار هذا المكان من النزه ، حتى انه في وقت الياسمين في الليالي المقمرة يصعد الى وقته غالب اهل دمشق انتهى.
(قلت) رأيت الشيخ عبد الرحمن يكره ذلك وربما سعى بالمناداة في منعهم لما يحصل من الفساد هناك (١).
* * *
[الزاوية الشياحية]
ومنها زاوية الشيخ محمد الشياح بالوادي الشرقي عند الزاوية الارموية انشأها في حدود الخمسين وثمانمائة وكان يقيم بها الذكر ويعمل فيها الوقت الى ان توفي ودفن بها (٢) ثم ولي مشيختها من بعده احد ولده احمد الى ان توفي بالقرمانية بالمرجة وحمل فدفن عند والده.
__________________
(١) دثرت ولم يبق لها اثر. ويقول الشيخ عبد الله المنجد احد الشيوخ في الصالحية انه رآها وهو صغير وكانت لا تزال تعرف بالصوابية وقد ارشدني الى مكانها فأثبته في مخطط الصالحية.
(٢) هذه الزاوية هي عبارة عن مغارة في واد يعرف بوادي الشياح وفيها قبر يعرف بالشيخ محمد الشياح وقد أثبتنا موضعها في مخطط الصالحية.