مهاجر الصاحب كمال الدين أبو الكرم الموصلي قدم دمشق وسكنها وسمع وروى ، قال نجم الدين بن السابق سكن في دار ابن البانياسي ، وشرع في الصدقات وشراء الاملاك ليوقفها ، وكان اتفق مع والدي على عمل رصيف عقبة الكتان بدمشق وقال تجيء غدا وتأخذ دراهم تعملها فلما اصبح بعث اليه الاشراف جرزة بنفسج وقال هذه بركة السنة فأخذها وشمها فكانت القاضية ، واصبح ميتا ، فورثه السلطان واعطوا من تركته الف درهم فاشتروا له تربة في سوق الصالحية.
قال الشيخ شمس الدين فلما كان بعد ذلك بنى الصاحب تقي الدين تربة علي بن مهاجر التكريتي في حيطان التربة خمس دكاكين وادعى أنه ابن عمه.
قال ابو المظفر [سبط] ابن الجوزي بلغ قيمة ما خلف الصاحب كمال الدين ثلاثمائة الف دينار واواني الاشرف سبحة فيها مائة حبة مثل بيض الحمام يعني من التركة ، وكانت وفاته في سنة اربع وثلاثين وستمائة انتهى.
* * *
[التربة الجمالية الاسنائية]
ومنها التربة الجمالية الاسنائية القوصية (١) بقاسيون.
قال الاسدي في تاريخه في سنة خمس وعشرين وستمائة : عبد الرحيم بن علي بن الحسين بن شيث جمال الدين الاموي القرشي الاسنائي القوصي صاحب ديوان الانشاء للملك المعظم ، ولد بأسنا في سنة سبع وخمسين ، ونشأ بقوص وتفنن بها وبرع في الادب والعلم ،
__________________
(١) مجهولة.