فانك غفور رحيم) فرجعوا الى جماعيل واختفوا من اهل القرية لئلا يعلموا بسفرهم فاتفق ان اهل القرية علموا فارادوا منعهم (١). فلما لم يقدروا على منعهم اعلموا بهم الكفار حتى يمنعوهم فمضى عسكر نابلس فقعدوا لهم على الشريعة حتى يأخذوهم فاعماهم الله عنهم وكفاهم شرهم. قال سمعت معنى هذا من الامام خالي ابي عمر الا قوله : كما قال ابراهيم وذكر الآية ، فاني أشك هل سمعته منه ام لا. وقد سمعته من شيخنا الامام ابراهيم بن عبد الواحد المقدسي جزاه الله خيرا.
وبه قال الحافظ ضياء الدين : وسألت خالي الامام ابا عمر عن هجرتهم الى دمشق في أي سنة كانت؟ فقال : كانت في سنة (احدى وخمسين) يعني وخمسمائة.
وبه قال الحافظ ضياء الدين وسمعت والدتي ام احمد رقية بنت الشيخ احمد بن محمد بن قدامة أحسن الله جزاءها قالت سافر والدي الى دمشق في رجب وجاء والدك والذين معه يعني الذين سافروا مع الشيخ الى دمشق في شوال ولم نقم بعد وصولهم الا ليلة واحدة وخرجنا في شوال ووصلنا الى دمشق فيه واقمنا في الطريق نحو ثمانية أيام.
قال وسمعتها تقول لما جاؤوا من [ص ٣] دمشق ما كانوا يريدون ان يعلموا احدا. قالت فقال والدك : جئت فقعدت على شجرة الى الليل ثم جئت فدخلت في القبور وصحت بالشيخ ابي عمر حتى اعلمته. قال فخرج بي اخي ابو عمر من الغد ومضى الى دير عوريف وفيها امرأة ابيه ام عبيد الله فامرهم ان يمضوا الى الساويا ومضى الى غيرها من القرايا ثم عاد الى القرية تلك الليلة فكان للمسجد ارض
__________________
(١) انما ارادوا منعهم لان عدد اهل القرية ينقص ويبقوا مكلفين بالانتاج كما اذا كان عددهم اكثر.