مشهورا وكذلك اخوه حامد بن علي ، وكان هو اول امره يكحل ، وقد نسخ كتبا كثيرة بخطه المنسوب اكثر من مائة مجلد في الطب وغيره ، وخدم الملك العادل ، ولازم خدمة صفي الدين بن شكر وحظي عند العادل بحيث انه حصل له منه في مرضة صعبة سنة عشر سبعة آلاف دينار مصرية ومرض الكامل بمصر فعالجه ، فكان مبلغ ما وصل إليه من الذهب نحو اثني عشر الف [ص ١٠١] دينار واربع عشرة بغلة باطواق ذهب والخلع الاطلس وغيرها وذلك في سنة اثنتي عشرة ، وولاه العادل رياسة اطباء مصر والشام ، وكان خبيرا بكل ما يقرأ عليه ، وقرأت عليه مدة ، وكان في كبره يلازم الاشغال ، ويجتمع كثيرا بالسيف الآمدي ، وقرأ شيئا من كتبه ، وحصل معظم مصنفاته ، ونظر في الهيئة والنجوم ، ثم طلبه الاشرف فتوجه اليه سنة اثنتين وعشرين فاكرمه واقطعه ما يغل في السنة نحو الف وخمسمائة دينار ثم عرض له ثقل لسانه واسترخاء فجاء الى دمشق لما ملكها الاشرف سنة ست وعشرين فولاه رياسة الطب وجعل له مجلسا لتدريس الصنعة ، ثم زاد به ثقل لسانه حتى بقي يكاد لا يفهم كلامه فكان الجماعة يبحثون قدامه ويجيب هو ، وربما كتب لهم الذي يشكل في اللوح ، واجتهد في علاج نفسه واستعمل المعاجين الحارة فعرضت له حمى قوية وتوالت عليه امراض كثيرة. توفي في صفر ودفن في تربة له بقاسيون فوق الميطور شرقي الركنية [و] على قبره قبة على اعمدة.
قال بعضهم بعد ما اسهل اشهرا فظهر فيه عبر من الامراض وسالت عينه.
وقال ابن كثير ابتلي بستة امراض متعاكسة ووقف داره بالصاغة العتيقة مدرسة للطب انتهى.
وقال ابن كثير في تاريخه في سنة ثمان وعشرين المذكورة : الدخوار