الانصاري الامير فخر الدين كان من اكابر الأمراء الصلاحية كريما نبيل القدر عالي الهمة بنى بالقاهرة القيسارية الكبرى المنسوبة اليه. قال القاضي شمس الدين احمد بن خلكان : رأيت جماعة من التجار الذين طافوا البلاد يقولون لم نر في شيء من البلاد مثلها في حسنها وعظمها واحكام بنائها ، وبنى باعلاها مسجدا كبيرا وربعا معلقا وتوفي سنة ثمان وستمائة بدمشق ودفن بجبل الصالحية وتربته مشهورة هناك وكان العادل [ص ٥٩] اعطاه بانياس وتبنين والشقيف فاقام بها مدة ولما مات اقر العادل ابنه على ما كان عليه وكان اكبر من بقي من أمراء الصلاحية وقيل له بار جاريس (١) يعني انه اشتري لأستاذه باربعمائة دينار انتهى.
وقال : خطلبا الأمير صارم الدين التنيسي (٢) كان غازيا مجاهدا دينا كثير الرباط والصدقات توفي سنة خمس وثلاثين وستمائة بدمشق ودفن بتربة جهاركس بالجبل وهو الذي انشأها ووقف عليها من ماله انتهى.
وقال الأسدي في تاريخه في سنة ثمان وستمائة : الأمير جهاركس الصلاحي ويقال شركس الأمير الكبير فخر الدين ابو منصور الصلاحي اعطاه العادل نيابة بانياس والشقيف وتبنين وهونين ، وكان اكبر من بقي من امراء صلاح الدين وابنه الملك العزيز ، وكان كريما نبيلا قدوة عليّ الهمة شهد مع أستاذه الغزوات كلها وكان منحرفا عن الأفضل. قال ابن خلكان : وهو الذي بنى القيسارية الكبرى
__________________
(١) كذا : في الاصل ، وفي المرآة «ابارجاركس ، ويقال جهاركس».
(٢) كذا في الاصل وسيأتي عن المرآة انها التنيني ، وهي كذلك في المرآة.