قطب الدين التبناطي (١) وتخرج بالشيخ تقي الدين السبكي قريبه في كل فنونه فقها وأصولا وكلاما وحديثا ونحوا وغير ذلك ، وقرأ النحو على الشيخ أبي حيان ، وتلا عليه بالسبع ، ودرس بالقاهرة ، وناب في الحكم ، ثم قدم علينا دمشق ، وناب في الحكم أيضا ، ودرس في الشامية الجوانية ، وفي المدرسة الركنية ، وذكر له الصلاح الصفدي ترجمة طويلة حسنة ، وأنه درس بالشركسية هذه ، والركنية ، وأنه حكى له بعض فقهاء المدرسة الركنية أنه كان لا يتناول منها ما للمدرس فيها من [ص ٦٠] الجراية ، ويقول تركي لهذا في مقابلة أني ما يتهيأ لي فيها الصلوات الخمس. توفي بالمدرسة الركنية ليلة السبت ثامن عشر ذي القعدة سنة أربع وأربعين وسبعمائة ، ودفن بتربتهم بسفح قاسيون رحمهالله تعالى.
* * *
[وصف الجركسية ـ مكتب ايتام]
وتشتمل هذه المدرسة (٢) على حرم له شباكان مطلان على صفة من جهة القبلة ، وبغربيه بابه ، وهو نافذ الى دهليز يدخل منه الى ساحة شمالي باب كبير للحرم أيضا ، وبهذه الساحة عدة بيوت مسكونة ، وغربي هذا الحرم قبة بابها من الساحة المذكورة يقرأ بها الأيتام ، ولها شباك مطل على الصفة المذكورة ، وإلى جانب هذه القبة تربة الواقف ومن تقدم ، ولها عدة قراء ، ولها شباكان قبليان مطلان على الطريق ، وآخر شرقي مطل عليه أيضا ، وعلى هذه التربة قبة وقعت في هذه الأيام ، وشرع في عمارتها وإلى الآن لم تكمل ،
__________________
(١) في الشذرات السنباطي.
(٢) هذه المدرسة لم تزل موجودة اغتصب بعضها ، وتعرف الجهة الموجودة فيها هذه المدرسة بسوق الجركسية.