جميلة في مدن النقب ـ عبدة وسبيطة وكرنب.
وفي العصر البيزنطي ، وبعد سيادة الديانة المسيحية ، وصلت الحياة الفكرية والروحية الذروة في فلسطين. فأنشئت فيها المدارس الدينية ، التي كان لأساتذتها وخريجيها دور كبير في تطوير الفكر المسيحي. وقد استندت هذه النهضة إلى تراث هليني ، تبلور في المدارس الست : أثينا والقسطنطينية وأنطاكيا وبيروت وغزة والإسكندرية. وكانت أثينا تعنى بالأدب الكلاسيكي والفلسفة ، لكن الإمبراطور جوستنيان (٥٢٧ ـ ٥٦٥ م) أغلقها بسبب تشبث أساتذتها بالوثنية. وتخصصت مدرسة بيروت بالقانون ، فقصدها طلاب الحقوق من جميع أنحاء الإمبراطورية. وكانت مدرسة الإسكندرية تعنى بالعلوم الطبيعية والرياضيات. وتعتبر مدرسة غزة بنت الإسكندرية علميا ، وقد أصبحت مركزا فكريا ذا شهرة واسعة. واهتمت مدرسة قيساريا بالبلاغة والأدب وتدريب موظفي الحكومة. وكان فيها معهد ديني مسيحي قوي ، ومنه تخرج يوسيبيوس القيصري (٢٦٤ ـ ٣٤٠ م) ، مؤرخ الكنيسة والإمبراطور قسطنطين. ومن الأسماء الفلسطينية اللامعة ستاتيوس ، الشاعر النابلسي ، توفي سنة ٩٦ م وبروكوبيوس ، المؤرخ القيسري ، توفي سنة ٥٦٥ م.