القدس. وكذلك فشلت عملية هرئيل (١٥ نيسان / أبريل ١٩٤٨ م) ، التي كانت استكمالا لعملية نحشون ، باحتلال منطقة اللطرون ، وفتح الطريق إلى القدس. وظلت القدس نقطة الضعف الرئيسية للهاغاناه.
وفي مشمار هعيمك (٤ ـ ١٣ نيسان / أبريل ١٩٤٨ م) ، فشل جيش الإنقاذ باحتلال المستعمرة ، واستطاع اللواءان ـ ألكسندروني وكرملي ـ احتلال عدد من قرى مرج ابن عامر الغربي وترحيل سكانها. وكذلك فشل جيش الإنقاذ في استثمار الفوز في معركة هوشة والكساير (رمات يوحنان). وشكلت الإنجازات التي حققتها الهاغاناه في هذه المعارك ، إضافة إلى النجاح الموقت في عملية نحشون ، وما عقبها في «مذبحة دير ياسين» ، منعطفا عسكريا. ومنذ ٨ نيسان / أبريل ١٩٤٨ م بدأت المعركة على طبرية. وفي ليلة ١٣ ـ ١٤ نيسان / أبريل ١٩٤٨ م وقعت «مجزرة ناصر الدين» ـ القرية الصغيرة بجوار طبرية ـ عبر عملية خداع ، قام بها أفراد عصابتي الإرغون وشتيرن. فدخلوا القرية وقتلوا أغلبية سكانها ، ودمروا بيوتها. وفي الليلة نفسها جرى تعزيز القوات الصهيونية في الحي اليهودي المحاصر في الجزء القديم من طبرية. واشتدت المعارك في ١٦ نيسان / أبريل ١٩٤٨ م ، واحتلت طبرية في ١٩ نيسان / أبريل ١٩٤٨ م ، وأعلن قائد لواء غولاني إقامة «حكم عبري مستقل في المدينة» ، ورحل سكانها العرب.
وبعد معركتي مشمار هعيمك ورمات يوحنان ، أصبحت مدينة حيفا ـ ميناء فلسطين الأكبر ـ معزولة ، وفيها تفوق كبير للقوات الصهيونية على الحامية المحلية التي تعززها سرية لبنانية بقيادة النقيب أمين عز الدين. وفي ٢١ نيسان / أبريل ١٩٤٨ م أخطر الجنرال ستوكويل ، قائد حيفا البريطاني ، العرب واليهود ، أن قواته ستنسحب ، وتتجمع في منطقتي الميناء والكرمل الغربي. فبادرت الهاغاناه إلى الهجوم على الأحياء العربية من ثلاثة محاور ، بعد أن مهدت لذلك بقصف عنيف. وقاتلت الحامية العربية ببسالة ، إلّا إن الذعر أصاب السكان ، وبدأت موجة من الرحيل عن المدينة ، وغادرها معظم سكانها ، باستثناء نحو ٣٠٠٠. ولم يستطع الجيش العربي الأردني ، المرابط في منطقة مصفاة البترول (آي. بي. سي.) تقديم المساعدة للمدينة. فسقطت ، وكانت الثانية خلال أسبوع ، وأعلنها موشيه كرمل ، قائد لواء كرملي ، مدينة تحت «الحكم العبري المستقل» ، السلطة الوحيدة فيها.
وفي ٢٢ نيسان / أبريل ١٩٤٨ م ، صدرت الأوامر بتنفيذ عملية حميتس ، لاحتلال يافا وجوارها ، إلّا إنها تأجلت بسبب هجوم إيتسل عليها ، وتدخل القوات البريطانية. وكلفت بالعملية ثلاثة ألوية ، ألكسندروني وكرياتي وغفعاتي ، بقيادة دان إبشتاين