١٩٤٨ م ، بدأت معركة صفد ، بهجوم يقوده موشيه كالمان ، وصدّ بعد أن تكبد ٦ قتلى. وعاودت الهاغاناه الهجوم فجر ١١ أيار / مايو ١٩٤٨ م ، واحتلت المدينة بعد معارك ضارية ، وانسحاب جيش الإنقاذ من مواقعه فيها وبجوارها ، واحتل عدد من القرى في المنطقة.
وفي هذه الأثناء ، جرت عملية غدعون ، في منطقة بيسان ، انتهت إلى احتلال المدينة (١٢ أيار / مايو ١٩٤٨ م). كما جرت عملية براك في النقب (١٢ أيار / مايو ١٩٤٨ م) ، واحتلت قرية برير ودمرت ، لكن العملية توقفت بسبب دخول القوات المصرية إلى فلسطين. وفي الجليل الغربي ، كانت مستعمرة يحيعام لا تزال محاصرة منذ الهجوم عليها في بداية السنة. ومستعمرات حانيتا وإيلون ومتسوبا ، وكذلك مدينة نهريا ، معزولة ، والطريق إليها مقطوع عند عكا. ووقعت عملية بن عمي في الفترة ٨ ـ ١٥ أيار / مايو ١٩٤٨ م ، سقطت فيها عكا ، والقرى العربية إلى الشمال منها ، وصولا إلى الحدود اللبنانية. وفي الشرق توقفت العملية في الجليل الأعلى الغربي ، على مشارف قرية معليا ، التي ظلت في خط الدفاع الأول حتى ٣١ تشرين الأول / أكتوبر ١٩٤٨ م ، عندما سقطت في نهاية الحرب.
وهكذا ، وعشية الانسحاب البريطاني من فلسطين ، وبالتالي دخول الجيوش العربية إليها (١٥ أيار / مايو ١٩٤٨ م) ، كانت الهاغاناه تسيطر على رقاع متعددة في البلاد ، تضم أغلبية المستعمرات اليهودية والمدن الرئيسية ، وهي كالتالي : ١) من المطلة إلى طيرت تسفي (الزراعة) في غور الأردن الشمالي والحولة ؛ ٢) من معوز حاييم في غور الأردن حتى حيفا ، بما يضم مرج ابن عامر ؛ ٣) السهل الساحلي من حيفا حتى رأس الناقورة ؛ ٤) السهل الساحلي من حيفا حتى نير عام في النقب الشمالي. وكانت منطقة القدس معزولة ، وكذلك نقاط الاستيطان في النقب ، وجنوب البحر الميت (سدوم). ومع ذلك ، وفي الساعة الرابعة بعد ظهر يوم الجمعة ١٤ أيار / مايو ١٩٤٨ م ، أعلن دافيد بن ـ غوريون ، أمام قيادة العمل الصهيوني ، قيام «إسرائيل» في اجتماع عقد لهذه الغاية في قاعة متحف مدينة تل أبيب. وبعد عشر دقائق من إعلان قيامها ، اعترف بها الرئيس الأميركي ، هاري ترومان ، بينما الأمم المتحدة تناقش مشروع قرار أميركي ، بوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية ، وتتالت الاعترافات الدولية بها. وبينما كان المندوب السامي يعلن نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين ، أذاعت الحكومات العربية بيانها في تسويغ دخول جيوشها إليها ، وبدأت تلك الجيوش تعبر الحدود من كل ناحية.