للجيوش العربية ، تساعده هيئة أركان شكلية ، وكان مستشاره الفعلي ، قائد الجيش الأردني ، الجنرال البريطاني جون باغوت غلوب. وعمل كل جيش بمفرده ، وأشرفت عليه حكومته ، كما تولت هي تزويده بصورة منفردة.
وبغض النظر عن قلة أعدادها ، وسوء تسليحها ، وضعف تدريبها ، فقد وضعت لهذه الجيوش خطة عامة ، كانت تفتقد عنصر التنسيق في تنفيذها ، واقتصرت على تحديد مهمات عامة كالتالي :
١ ـ الجيش اللبناني ، ١٠٠٠ مقاتل بقيادة الزعيم فؤاد شهاب ، يحتشد في رأس الناقورة ، ويتقدم على طريق الساحل ، يحتل نهريا ، ويواصل تقدمه إلى عكا.
٢ ـ الجيش السوري ، ١٨٧٦ مقاتلا ، بقيادة العقيد عبد الوهاب الحكيم ، يحتشد في منطقة بانياس وبنت جبيل ، ويتحرك في اتجاه صفد ـ الناصرة ـ العفولة.
٣ ـ الجيش العراقي ، ٢٥٠٠ مقاتل ، بقيادة الزعيم محمد الزبيدي ، يحتشد في منطقة إربد ، ويعبر نهر الأردن نحو غور بيسان ، ويتقدم في اتجاه العفولة.
٤ ـ الجيش الأردني ، ٤٥٥٠ مقاتلا ، بقيادة الجنرال غلوب ، وكلف بدفع لواء نحو نابلس ، بينما يتقدم الآخر نحو باب الواد ، ويتقدم اللواءان بعد ذلك لاحتلال الخضيرة ونتانيا ، فتنشطر القوات الصهيونية إلى شطرين.
٥ ـ الجيش المصري ، ٥٠٠٠ مقاتل ، بقيادة اللواء أحمد علي المواوي ، ويجتاز الحدود في رتلين ـ أحدهما من رفح ، والثاني من العوجا ـ ويتقدم لاحتلال المجدل وبئر السبع.
إلّا إنه إزاء إصرار القائد العام ، الملك عبد الله ، وبناء على توصية الجنرال غلوب جرى تعديل على هذه الخطة في ١٣ أيار / مايو ١٩٤٨ م ، أي قبل الهجوم بيومين. وقد أربك هذا التعديل مهمات الجيوش ، ومحاور عملياتها ، الأمر الذي يضع علامة استفهام على المغزى منه ، وبالتالي على وحدة هدف دخول الجيوش العربية إلى فلسطين. وفي الخطة المعدلة ، انتقل محور عمليات الجيش السوري إلى جنوبي بحيرة طبرية ، وبقي الجيش اللبناني وحده في الشمال ، ونقل محور عملياته شرقا إلى المالكية ، وأصبحت وجهته صفد. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجيش العراقي ، الذي انتقل محور عملياته إلى الجنوب بمحاذاة الجيش الأردني ، في منطقة جنين. أمّا جيش الإنقاذ العامل في منطقة عمليات الجيشين ـ الأردني والعراقي ـ فطلب منه الانسحاب ، وتحرك شمالا إلى محور عمليات الجيش اللبناني ، وظل هناك إلى آخر الحرب ، بقيادة القاوقجي.
ويمكن تقسيم وقائع حرب ١٩٤٨ على الجبهات المتعددة إلى أربع مراحل :