عباس ووجّ والطائف» عن كتاب «زيارة الطائف» لابن أبي الصيف مفتي الحرمين : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم كان قد كتب إلى ثقيف كتابا يحرّم فيه صيد وجّ ، وكانت ثقيف تتوارث هذا الكتاب ، وتتبرّك به.
قال الشيخ أبو العباس الميورقي الأندلسيّ في كتابه «بهجة المهج» مايلي : قال لي تميم بن حمران الثقفي العوفي : قتل أبي رحمهالله تعالى في نوبة قتل الشريف قتادة الحسنيّ لمشايخ ثقيف أهل بني يسار ، من قرى الطائف ، وانتهاب الجيش البلاد ، ففقد الكتاب في جملة ما فقدناه ، وهو كان عند أبي ، لكونه شيخ قبيلته.
ثم قال الميورقي بعد ذلك : قال قاضي الطائف يحيى بن عيسى رحمهالله : قتل عيسى أبي في هذه النوبة في قرية لقيم لثلاث عشرة من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وستمئة ، وكان موت الميورقي رحمهالله تعالى بعد موت ابن أبي الصيف رحمهالله تعالى بقليل.
قال ابن فهد المذكور : وقد زرت هذه الآثار المباركة مع والدي رحمهالله ، وذلك في سنة خمس عشرة وتسعمئة خلا البئر والموقف اللذين بناحية ليّة ، فلم يتيسّر لي زيارتهما ، ورأيت المسجد الكبير الذي فيه قبر سيدنا عبد الله بن عباس رضياللهعنهما خربا ، بل سقطت بعض أروقته وجدرانه ، وعمّر بعضها عمارة ضعيفة ، وكذلك بناء الآثار النبوية التي في وسطه ، وأحدثت به قبور لجماعة صاحب مكة السيد الشريف جمال الدين محمد بن بركات بن حسن بن عجلان الحسني رحمهالله تعالى ، منهم أمّ ولده الفارس الشجاع السيد هزّاع ، وقاصده إلى الديار المصرية الشريف عنقا ووبير الحسني ، وليس بالمسجد جمعة ولا جماعة ، والظاهر أنّهما كانا فيه قديما لوجود المنبر فيه ، وكذلك جميع القرى المتصلة بالطائف ، فإني لما زرتها في المرة الأولى لم أر بها جمعة. ثم إنّ الجناب العالي القاضي نور الدين علي بن خالص المغربي المالكي النائب بجدة بعد المقر الحسامي الأمير حسين الكردي