الأشرفي لما توجه إلى جهات الهند لقتال الإفرنج المخذولين أمر أهل الطائف بصلاة الجمعة ، وذلك بإشارة سيدنا العلامة المفيد رئيس الحكماء نور الدين أحمد بن محمد بن خضر القرشي الكازروني الشافعي ، فجمعوها في سنة خمس عشرة وتسعمئة ، واستمرت إلى أن زرت الزيارة الثانية في السنة التي بعدها ، وهي موجودة بعد ذلك في غير المسجد الكبير ، الذي فيه قبر سيدنا عبد الله بن عباس رضياللهعنهما ، فإنّه منفرد عن القرى وسط التربة ، يصعب على أهل البلد التوجّه إليه لبعده عن بعضهم ، وكونهم لا يسمعون النداء منه ، ولله الأمر من قبل ومن بعد ا ه.
قلت : هذا قد كان يوما من الأيام ، فأما الآن فالجماعة تقام في مسجد ابن عباس المعمور ، ويصلّي فيه أهل الطائف وقراها ، وفي أيام الصيف عندما يكون أهل مكة في الطائف يجتمع فيه نهار الجمعة ألوف مؤلّفة.
ثم جاء في كتاب «إهداء اللطائف من أخبار الطائف» للعجيمي المكي أنّ في لقيم قبور بعض الصحابة. والله أعلم.
وممّن ذكر لقيم الأخ الفاضل المؤرخ السيد خير الدين الزركلي الشاعر الشهير ، فقد أتى على ذكر قرى الطائف بأجمعها مما لم يرد مجموعا ولا في كتاب.
ويكفيه أنّ أبا محمد الحسن بن أحمد الهمداني ـ صاحب «صفة جزيرة العرب» الذي لم يؤلّف أحد في بابه مثله ، وصاحب كتاب «الإكليل» الشهير ـ قد ذكر طرفا من قرى الطائف ، لكنّه لم يوفّق إلى الاستقصاء الذي استقصاه الخير الزركلي ، فهو يقول عن لقيم مايلي : لقيم واد طويل خصيب ، يجتاز في أقل من ساعتين ، أوله مزارع الشدايين بعد المليساء ، وآخره قرية الصافة على ما يزعمون ، وعندي أن