اجتماع الواوين كما حذفت واو العطف من قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ)(١) تخفيفا لاجتماع الواوين إذ المعنى ، ووجوه يومئذ ناعمة ، وتحذف الواو من الجملة الفعليّة إذا كان فعلها مضارعا مثبتا كقولك جاء زيد يقرأ ، ولا يقال في مثله ويقرأ ، لأنّه في معنى قارئا معنى وزنة (٢) وإن لم يكن المضارع مثبتا أو كان الفعل ماضيا مثبتا ، أو منفيّا ، جاز أن تأتي بالواو والضمير معا ، وبالواو وحدها ، وبالضمير وحده ، ولا بدّ في الماضي من قد ظاهرة أو مقدّرة (٣) فذلك تسعة أقسام ، ثلاثة مع الواو والضمير ، وهي : مضارع منفيّ مثل : جاءني زيد وما يتكلّم غلامه ، وماض مثبت مثل : جاءني زيد وقد تكلّم غلامه ، وماض منفيّ مثل : جاءني زيد وما خرج غلامه ، وثلاثة بالواو فقط وهي مضارع منفيّ ، مثل جاءني زيد ولم يتكلّم عمرو ، وماض مثبت مثل : جاءني زيد وقد تكلّم عمرو ، وماض منفيّ مثل : جاءني زيد وما تكلّم عمرو ، وثلاثة بالضمير فقط ، مضارع منفيّ مثل : جاءني زيد ما يتكلّم غلامه ، وماض مثبت مثل : جاءني زيد قد تكلّم غلامه ، وماض منفيّ مثل : جاءني زيد ما تكلّم غلامه (٤).
وكلّ ما دلّ على هيئة صحّ وقوعه حالا (٥) سواء كان مشتقّا أو لم يكن نحو : هذا بسرا أطيب منه رطبا ، أي هذا حال كونه بسرا أطيب / منه حال كونه رطبا ، فالبسر والرّطب حالان مع أنّهما ليسا بمشتقّين ولكن لدلالتهما على الهيئة صحّ وقوعهما حالا. والعامل في رطبا هو أطيب بالاتفاق ، وفي بسرا خلاف ؛ فقال الفارسي : هو هذا أي اسم الإشارة أو حرف التنبيه ، وقال ابن الحاجب : هو أطيب ، وجوّز عمل أفعل التفضيل فيما قبله لأنه مثل قولك : تمر نخلتي بسرا أطيب منه رطبا. مع أنّ العامل في بسرا هو أفعل التفضيل بالاتفاق (٦).
__________________
الضمير في قوله «وجوههم» وانظر التبيان ، ٢ / ١١١٢.
(١) من الآية ٨ من سورة الغاشية.
(٢) شرح الوافية ، ٢٢١ وعمدة الحافظ ، ١ / ٣٣٢.
(٣) لأنها تقرب الماضي من الحال والأخفش والكوفيون غير الفراء لم يوجبوها. انظر شرح المفصل ، ٢ / ٦٦ وشرح الكافية ، ١ / ٢١٣ وشرح الأشموني ، ٢ / ١٩١.
(٤) شرح الوافية ، ٢٢١ وشرح ابن عقيل ، ٢ / ٢٨١.
(٥) الكافية ، ٣٩٤.
(٦) ردّ ابن الحاجب في شرح الوافية ، ٢٢٢ ـ ٢٢٣ رأي الفارسي بأدلة كثيرة وانتهى إلى القول «ومن يقل