كتاب الكنّاش في فنّي النّحو والصّرف [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في كتاب الكنّاش في فنّي النّحو والصّرف

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

كتاب الكنّاش في فنّي النّحو والصّرف [ ج ١ ]

ربّ من أنضجت غيظا صدره

قد تمنّى لي موتا لم يطع

فإنّ من هنا بمعنى شخص أو إنسان موصوف بما ذكر ، والشرطيّة نحو : من يكرمني أكرمه ، ومن تستعمل غالبا فيمن يعقل ، وقد تستعمل في غير من يعقل ، نحو قوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ)(١).

ذكر أنواع أيّ وأيّة (٢)

وهي كأنواع ما إلّا في التمام ، فإنّ أيّا وأيّة لا يقعان تامّين ، فالاستفهاميّة نحو : أيّهم وأيّتهم عندك؟ والشرطيّة : أيّهم تكرمه أكرمه ، والموصوفة : يا أيّها الرجل ويا أيّتها المرأة ، والموصولة (لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا)(٣) أي الذي هو أشدّ والصفة نحو : مررت برجل أيّ رجل.

واعلم أنّ أيّا وأيّة خاصة تعربان في الأقسام المذكورة إلّا في قسمين منها : أحدهما : إذا حذف صدر صلتها نحو : (أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا)(٤) أي أيّهم هو أشدّ (٥) ، وبنيت لمشابهة الحرف في افتقارها إلى ذلك المحذوف (٦) وثانيهما : إذا كانت موصوفة نحو قولك : يا أيّها الرجل ويا أيتها المرأة ، وبنيا لقطعهما عن الإضافة وجعلهما مفردين (٧) والمنادى المفرد المعرفة مبنيّ أبدا كما تقدّم في بابه (٨) وأمّا

__________________

١ / ٩٢ ـ ٢ / ٢٦ ، وشرح الأشموني ، ١ / ١٥٤ ، والدليل على أن من في البيت نكرة دخول رب عليها ، ورب لا تجر إلا النكرات وقد وصفت بجملة «أنضجت».

(١) من الآية ٤٥ من سورة النور ، وتتمتها : ومنهم من يمشي على رجلين ، ومنهم من يمشي على أربع ...

(٢) في الكافية ، ٤٠٦ وأي وأية كمن وهي معربة وحدها إلا إذا حذف صدر صلتها ، والظاهر أنها «كما» وليست «كمن» ففي شرح الكافية لابن الحاجب ، ٢ / ٥٢٣ وأي وأية كما إلا في التمام ومثله في الأسرار الصافية للنجراني ، ٤٩.

(٣) من الآية ٦٩ من سورة مريم.

(٤) من الآية ٦٩ من سورة مريم.

(٥) شرح الوافية ، ٢٩٢.

(٦) وذهب الكوفيون ويونس والأخفش والزجاج إلى كونها معربة مطلقا وانظر شرح الكافية ، ٢ / ٥٧ وشرح التصريح ، ١ / ١٣٦.

(٧) شرح المفصل ، ٤ / ٢٢ وشرح الكافية ، ٢ / ٥٦.

(٨) في الصفحة ١٦١.