وليس مركّبا من ـ لا أن ـ كما قال بذلك الخليل قال أبو الفداء : «ولن لتأكيد ما تعطيه ـ لا ـ من نفي المستقبل تقول : لا أبرح اليوم مكاني ، فإذا أكدت قلت : لن أبرح ، والصحيح أنها حرف برأسها لا أنها من لا أن» (١).
٢ ـ سيبويه ويونس المتوفى ١٨٣ هـ
أ ـ نقل أبو الفداء كثيرا من آراء يونس من غير أن يبدي رأيه فيها من ذلك قوله «وحكى يونس إيمن بكسر الهمزة» (٢).
ب ـ عرض أبو الفداء ـ أحيانا ـ الخلاف بين سيبويه ويونس من غير أن يرجّح رأيا على آخر من ذلك قوله في النسب : «وإذا نسبت إلى بنت وأخت قلت : بنويّ وأخويّ عند سيبويه ... ويونس ينسب إليهما بغير تغيير فيقول : بنتيّ وأختيّ (٣).
٣ ـ سيبويه والأخفش المتوفى ١٨٦ هـ
أ ـ أيد أبو الفداء سيبويه في ذهابه إلى أن كلّ ياء هي عين ساكنة مضموم ما قبلها ، حكمها أن تقلب الضمّة كسرة لتسلم الياء نحو : بيض جمع بيضاء ، والأصل بيض بضمّ الفاء مثل : حمر جمع حمراء ، انقلبت الضمّة كسرة لتصحّ الياء ، وذهب الأخفش إلى قلب الياء واوا فيقال على مذهبه بوض» وعلّق أبو الفداء بعد عرضه الخلاف بقوله : «ومذهب سيبويه هو القياس لأنّ الضرورة ملجئة في اجتماع الياء والضمّة إلى تغيير إحداهما وتغيير الحركة أولى من تغيير الحرف ، لأنّ المحافظة على الحرف أولى من المحافظة على الحركة» (٤).
ب ـ رجّح أبو الفداء مذهب الخليل وسيبويه على مذهب الأخفش في كون واو المفعول هي المحذوفة في نحو : مقول وليس عينه كما ذهب إلى ذلك الأخفش قال
__________________
(١) الكناش ، ٢ / ١٤٨ والكتاب ، ٣ / ٥ ـ ٤ / ٢٢٠ وشرح المفصل ، ٨ / ١١١.
(٢) الكناش ، ٢ / ١٩٧ والكتاب ، ٤ / ١٤٩.
(٣) الكناش ، ١ / ٣٧٣ ، وقد التزمنا بما ذكره أبو الفداء والحق أن رأي سيبويه هو رأي الخليل ، ومعلوم أن كثيرا من آراء سيبويه هي آراء الخليل ، وانظر الكناش ، ١ / ١٧١ ، والكتاب ، ٢ / ٢٢٦ ، ٣ / ٣٥٩ والمقتضب ، ٣ / ١٥٤ والمفصل ، ٢٠٩ ـ ٢١٠.
(٤) الكناش ، ٢ / ٢٧٠ والكتاب ، ٤ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠ والمقتضب ، للمبرد ، ١ / ١٠٠ ـ ١٠١ ـ ١١٢ والمنصف ، لابن جني ، ١ / ٢٩٧ ـ ٣٣٩.