الزواج بين الرغبة العاطفية والمصلحة الواقعية
في هذه الآية تأكيد على الأساس التشريعي للحكم بحرمة تزويج المشركات للمؤمنين وحرمة تزويج المؤمنات للمشركين. وهو التباين في النظرة بين المؤمنين وبين المشركين ، مما يوجب التباين في السلوك وفي الهدف ، فينعكس على الحياة الزوجية التي يجب أن تخضع للمودة والرحمة القائمة على وحدة التصور ، ووحدة الشعور بالهدف. فالمؤمنون يسيرون في اتجاه دعوة الله إلى الجنة ، التي تقتضي نمطا في السلوك وفي التفكير يختلف مع النمط في السلوك والتفكير الذي تقتضيه دعوة المشركين إلى النار. فكيف يمكن أن يتحقق الإخلاص للحياة الزوجية مع الالتزامات الروحية والفكرية والحياتية التي تفرضها العقيدة؟.
وقد يجدر بنا أن نفهم من الآية الكريمة ، أنها لم تجعل النهي عن الزواج ـ هنا ـ على أساس التعسف ، كما ربما يتوهمه بعض الناس ، حيث جعل الحكم ثابتا حتى لو كان على خلاف رغبة الناس وإعجابهم ، بل حاولت أن تقود الإنسان إلى الموازنة بين الرغبة العاطفية وبين المصلحة الواقعية للعقيدة والحياة ، لينتهي ـ بالنتيجة ـ إلى الاقتناع بأن الرغبة لا تمثل شيئا كبيرا بإزاء قضية المصير للإنسان في الدنيا والآخرة.
* * *
من هم المشركون في الآية؟
والظاهر أن المراد بالمشركين ، هم الذين يشركون بالله بشكل مباشر ، فلا يشمل الذين يتّصفون به بشكل غير مباشر ، كما يذكر عن أهل الكتاب الذين