التأملي ، وعن القلق المستقبلي والأشياء الموجودة في الطبيعة وعمق الذات الإنسانية ...
فلا بد من أن تكون هناك حالات وأوضاع وأشياء أثارت هذه الأسئلة في أذهانهم مما بيّنه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يكن واضحا في تفاصيله ، أو مما لم يبيّنه مما ترك للناس أمر السّؤال عنه ليبين لهم ذلك في الجواب.
وإذا كان الله سبحانه يولي مثل هذه الأمور البسيطة الأهمية البالغة ، فينزّل على نبيه الأجوبة عنها على حسب المستوى الذهني الذي كانوا يتمتعون به ليستريحوا إليه في ما يتأملونه أو يتعلمونه ، فهل يمكن أمام ذلك ، أن لا يحمّل الله رسله والدعاة إلى دينه المسؤولية في أن يستجيبوا للأسئلة الصعبة التي تتصل بالعقيدة في أصولها وتفاصيلها ، وعلى الخطوط العامة للمفاهيم الإسلامية لا سيما في الحالات التي يعيش فيها الواقع الإسلامي الصراع بين الإسلام والتيارات الأخرى المضادّة أو في داخل الإسلام في اختلاف المذاهب الكلامية والفقهية ، بحيث تتحرك من خلالها علامات الاستفهام في أكثر من موقع أو قضية مما يثيره الآخرون أو تفرضه أجواء الخلافات التي تثير الحيرة والقلق الفكري والروحي؟
إن حركة الجواب في السؤال تستطيع أن تؤصّل للإنسان عقيدته وتفكيره ، وتملأ بالصفاء روحه وعقله ، وتقوّي قدرته على المواجهة والدخول في ساحات الصراع ، ليحمي مواقعه عند ما تحتدم الأفكار وتعنف الكلمات.
* * *
السؤال والجواب أسلوب تربوي
وقد نلاحظ أن أسلوب السؤال والجواب هو من أفضل الأساليب التربوية