تتحدث عنه الآية يفرض أن يشمل التشريع كل جوانب الحياة التي تكون مثارا للاختلاف ، وأن يكون لكل مشكلة حلّها العادل الذي تستقيم له الحياة وتخضع له.
* * *
البغي كان أساس الاختلاف
٢ ـ إن الاختلاف الحاصل بين الناس ، لا سيما في نطاق الاختلافات الدينية ، لم ينطلق ـ غالبا ـ من اختلاف في الاجتهاد ، بل من البغي الذي يعيش في نفوس الناس ، ممّا يدفعهم إلى استغلال الغموض في بعض المفاهيم أو المواقف الدينية لخدمة مصالحهم الخاصة ، مما يجعل من هذه الخلافات حالة مرضيّة ، لا حالة صحيّة.
* * *
الذين يحبون الحقيقة ينفتحون على الحوار
٣ ـ إن الآية الكريمة تقرر أن الذين يواجهون الحقيقة من موقع إخلاصهم لها ، يعملون بكل قوة من أجل الوصول إليها ، فيفتحون على أجواء الحوار ، ويستمعون لوجهة النظر المعارضة ، ويدفعون الفكر في اتجاه التعمق في دراسة الفكرة لمعرفة كل سلبياتها أو إيجابياتها ، ويتحملون كل الجهد اللازم من أجل ذلك حتى يصلوا إليها ليرتبطوا بها ، وهذا ما عبرت عنه الآية بقوله تعالى : (فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ). فإن طبيعة الإيمان تفرض على الإنسان أن لا يستسلم إلى حالات الاسترخاء الفكرية التي تتقبل الأفكار الموروثة من دون أن تكلف نفسها عناء التعب في إعادة النظر