ـ كما ورد في الرواية ـ أما لماذا كان الجواب بما يعرفونه ، فلأن الاية أرادت أن ترشدهم إلى ما يجب أن يهتموا به من تنظيم أوقاتهم على حسب ما أراه الله لهم في ذلك ، بما أوجده لهم من هذا التنظيم الكوني للوقت ليسيروا على هداه بطريقة منظمة مركزة ، والله العالم بحقائق آياته.
* * *
يسألونك عن الأهلّة
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) في اختلاف أشكال القمر منذ خروجه من المحاق إلى أن ينتهي إليه ، كيف كان صغيرا ثم يكبر ثم يعود صغيرا كما كان ، كيف ذلك؟ ولماذا؟ وما الفرق بين القمر في هذا التنوع في حجمه وبين الشمس في بقائها على حالة واحدة في الوضع الطبيعي في القانون العام؟ (قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِ) فللشمس وظيفة واحدة في النظرة العامة في رؤية الناس الحسية ، وهي تحديد الليل في عملية الغروب والشمس. أما القمر ، فإن وظيفته هي التوقيت المتحرك على مستوى الأيام في بداية الشهر ونصفه وآخره ، وعلى مستوى الشهور ، مما يفرض هذا النوع من الاختلاف ، فهي مواقيت للناس في كل قضاياهم المتصلة بنظام حياتهم ، وهي ميقات للحج الذي يمثل الاهتمام في الواقع الإسلامي وفي منطقة الدعوة.
وهذا ما يفرض اختلاف الأوقات الذي يمكن أن يشير إليه اختلاف الشكل للقمر ، والله العالم.
* * *
البرّ من اتّقى
(وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) فإن ذلك يخالف الوضع الطبيعي الذي تقتضيه الفطرة الإنسانية في حركتها في الواقع على حساب